تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هكذا وقع في «الصحيحين» ([16]): أن المقاول لسعد بن عبادة هو سعد بن معاذ، وهذا من المشكلات التي أشكلت على كثير من أهل العلم بالمغازي؛ فإن سعد بن معاذ لا يختلف أحد منهم أنه مات إثر قريظة، وقد كانت عقب الخندق، وهي سنة خمس على الصحيح.

ثم حديث الإفك لا يشك أنه في غزوة بني المصطلق هذه، وهي غزوة المريسيع-وقال الزهري: في غزوة المريسيع-، وقد اختلف الناس في الجواب عن هذا ([17]):

فقال موسى بن عقبة -فيما حكاه البخاري عنه-: إن غزوة المريسيع كانت في سنة أربع ([18])، وهذا خلاف الجمهور.

ثم في الحديث ما ينفي ما قال؛ لأنها قالت: و ذلك بعد ما أنزل الحجاب، ولا خلاف أنه نزل صبيحة دخوله صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش، وقد سأل صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش عن عائشة في ذلك؟ فقالت: أحمي سمعي وبصري.

قالت عائشة: وهي التي كانت تساميني ([19]) من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد ذكر أهل التواريخ: أن تزويجه بها كان في ذي القعدة، في سنة خمس؛ فبطل ما قال ([20])، ولم ينجل الإشكال.

وأما الإمام محمد بن إسحاق بن يسار؛ فقال ([21]): إن غزوة بني المصطلق كانت في سنة ست، وذكر فيها حديث الإفك؛ إلا أنه قال: عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة ... فذكر الحديث.

قال: فقام أسيد بن الحضير، فقال: أنا أعذرك منه. و لم يذكر سعد بن معاذ ([22]).

قال أبو محمد بن حزم ([23]): «و هذا الصحيح الذي لاشك فيه، وذلك عندنا وَهَمٌ ... » وبَسَطَ الكلام في ذلك، مع اعترافه بأن ذكر سعد جاء من طرق صحاح.

قلت: و هو كما قال -إن شاء الله-.

وقد وقع من هذا النمط في الحديث مما لا يغير حكماً أحاديث ذوات عدد، وقد نبه الناس على أكثرها، وقد حاول بعضهم أجوبة لها؛ فتعسف، والله –سبحانه وتعالى- أعلم ([24]).


([1]) قال الإمام البخاري في «صحيحه» (7/ 431 - فتح): «باب حديث الإفك.

والأفك؛ بمنزلة النَّجْس والنَّجَس، يقال: إفكهم أفكهم وأفكهم، فمن قال: (أفكهم)؛ يقول: صرفهم عن الإيمان وكذبهم؛ كما قال: {يُؤفَك عنه من أُفكَ} [الذاريات: 9]: يصرف عنه من صُرف».

([2]) زيادة من «س».

([3]) قال الحافظ: «والهودج- بفتح الهاء والدال، بينهما واو ساكنة، وآخره جيم-: محل له قبة تستره الثياب ونحوه، يوضع على ظهر البعير، يركب عليه النساء؛ ليكون أستر لهن».

([4]) في «ح»،و «س»: «يترحلوا».

([5]) قال الحافظ: «عِقد- بكسر العين-: قلادة تعلق في العنق للتزين بها».

([6]) في «ح» و «ع»: «الحكم».

([7]) أي: قول: «إنا لله وإنا إليه راجعون».

([8]) وهو صفوان السلمي الذكواني، شهد الخندق وما بعدها من أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحضر فتح دمشق، واستشهد بأرمينية سنة (19هـ).

([9]) نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة.

([10]) أخرجه أبو داود (2/ 330/2459)، وأحمد (3/ 80و84 - 85)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (5/ 286 - 287/ 2044)، وعبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (3/ 80)، وابن سعد في «الطبقات الكبرى» (5/ 157 - ط. مصر)، وأبو يعلى في «المسند» (2/ 308/1037و398/ 1174) - وعنه ابن حبان في «صحيحه» (4/ 354 - 355/ 1488 - «إحسان»)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (26/ 113 - 114) -، والبزار في «مسنده»؛ كما في «الفتح» (8/ 462)، والحاكم (1/ 436)، والبيهقي (4/ 303) وغيرهم من طريق الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد؛ قال: جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، فقالت: يا رسول الله! إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس- قال: وصفوان عنده-، فسأله: .... وأما قولها: إني لا أصلي حتى تطلع الشمس؛ فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذلك، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس .. الحديث.

قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين» ووافقه الذهبي.

ووافقهما شيخنا الإمام الألباني- رحمه الله- في «إرواء الغليل» (7/ 65)، و «الصحيحة» (1/ 752).

وقال الحافظ في «الإصابة» (2/ 191): «إسناده صحيح».

وقال في «الفتح» (8/ 462): «قال البزار: «هذا الحديث كلامه منكر! ولعل الأعمش أخذه من غير ثقة فدلسه؛ فصار ظاهر سنده الصحة، وليس للحديث عندي أصل» انتهى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير