تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يؤمنون} [النساء/65] وعلى ذلك قول الشاعر:

*لا وأبيك ابنة العامري*

(الشطر لامرئ القيس، وعجزه:

*لا يدعي القوم أني أفر*

وهو في ديوانه ص 68)

وقد حمل على ذلك قول عمر رضي الله عنه - وقد أفطر يوما في رمضان فظن أن الشمس قد غربت ثم طلعت -: لا، نقضيه ما تجانفنا لإثم فيه، وذلك أن قائلا قال له قد أثمنا فقال لا، نقضيه. فقوله: (لا) رد لكلامه قد أثمنا، ثم استأنف فقال: نقضيه (لم أجد هذه القصة). وقد يكون لا للنهي نحو: {لا يسخر قوم من قوم} [الحجرات/11]، {ولا تنابزوا بالألقاب} [الحجرات/11]، وعلى هذا النحو: {يا بني آدم لايفتننكم الشيطان} [الأعراف/27]، وعلى ذلك: {لا يحطمنكم سليما وجنوده} [النمل/18]، وقوله: {وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله} [البقرة/83] فنفي قيل تقديره: إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: {وإذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم} [البقرة/84] وقوله: {مالكم لا تقاتلون} [النساء/75] يصح أن يكون (لا تقاتلون) في موضع الحال (انظر: التبيان في إعراب القرآن للعكبري 1/ 373؛ وإعراب القرآن للنحاس 1/ 434): ما لكم غير مقاتلين. ويجعل (لا) مبنيا مع النكرة بعده فيقصد به النفي. نحو: {لا رفث ولا فسوق} [البقرة /197]، [وقد يكرر الكلام في المتضادين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا. نحو أن يقال: ليس زيد بمقيم ولا ظاعن. أي: يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما. نحو أن يقال: ليس بأبيض ولا أسود] (ما بين [] نقله الزركشي في البرهان 4/ 353)، وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله: {لاشرقية ولا غربية} [النور/35]. فقد قيل معناه: إنها شرقية وغربية (قال اليزيدي: لا شرقية: لا تضحى للشرق، ولا غربية: لا تضحى للغرب، ولكنها شرقية غربية يصيبها الشرق والغرب. أي: الشمس والظل. انظر: غريب القرآن وتفسيره ص 272). وقيل معناه: مصونة عن الإفراط والتفريط. وقد يذكر (لا) ويراد به سلب المعنى دون إثبات شيء، ويقال له الاسم غير المحصل. نحو: لا إنسان، إذا قصدت سلب الإنسانية، وعلى هذا قول العامة: لا أحد. أي: لا أحد.

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:24 م]ـ

ضل

- الضلال: العدول عن الطريق المستقيم، ويضاده الهداية، قال تعالى: {فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} [الإسراء/15]، ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج، عمدا كان أو سهوا، يسيرا كان أو كثيرا، فإن الطريق المستقيم الذي هو المرتضى صعب جدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا (الحديث عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) أخرجه مالك في الموطأ 1/ 34؛ وأحمد 5/ 280؛ والحاكم 1/ 130؛ والدرامي من طرق صحاح 1/ 168) وقال بعض الحكماء: كوننا مصيبين من وجه وكوننا ضالين من وجوه كثيرة، فإن الاستقامة والصواب يجري مجرى المقرطس من المرمى، وما عداه من الجوانب كلها ضلال.

ولما قلنا روي عن بعض الصالحين أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقال: يا رسول الله يروى لنا أنك قلت: (شيبتني سورة هود وأخواتها فما الذي شيبك منها؟ فقال: قوله: {فاستقم كما أمرت} (الحديث تقدم في مادة (حصا) ص 241). وإذا كان الضلال ترك الطريق المستقيم عمدا كان أو سهوا، قليلا كان أو كثيرا، صح أن يستعمل لفظ الضلال ممن يكون منه خطأ ما، ولذلك نسب الضلال إلى الأنبياء، وإلى الكفار، وإن كان بين الضلالين بون بعيد، ألا ترى أنه قال في النبي صلى الله عليه وسلم: {ووجدك ضالا فهدى} [الضحى/7]، أي: غير مهتد لما سيق إليك من النبوة. وقال في يعقوب: {إنك لفي ضلالك القديم} [يوسف/95]، وقال أولاده: {إن أبانا لفي ضلال مبين} [يوسف/8]، إشارة إلى شغفه بيوسف وشوقه إليه، وكذلك: {قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين} [يوسف/30]، وقال عن موسى عليه السلام: {فعلتها إذا وأنا من الضالين} [الشعراء/20]، تنبيه أن ذلك منه سهو، وقوله: {أن تضل إحداهما} [البقرة/282]، أي: تنسى، وذلك من النسيان الموضوع عن الإنسان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير