ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:07 م]ـ
من كتاب (شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)
للشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان [رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً]
فيما يتعلق بصفة الغضب
قوله: " إن رحمتي تغلب غضبي" الرحمة والغضب كلاهما من أوصاف الله -تعالى-، ولكن الرحمة أوسع وأشمل، فرحمته تعالى وسعت كل شيء، كما قال عن حملة العرش، ومن حوله من الملائكة في دعوتهم للمؤمنين، أنهم يقولون: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا} (1)، وقال -تعالى-: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (2) وهذه هو معنى غلبها للغضب.
وفي هذه النصوص ونحوها كثير أبلغ دليل على ثبوت صفة الرحمة لله -تعالى-، وكذا صفة الغضب، وبذلك يتبين بطلان قول أهل التأويل في هذه الصفة الكريمة من صفات ربنا - تبارك وتعالى -، وقولهم: " إن الرحمة: رقة القلب، وهي تدل على الضعف والخور في طبيعة الراحم، وتألمه على المرحوم" وهذا قول باطل بالنسبة إلى صفة الله -تعالى-، وبيان ذلك على وجوه:
الأول: أن هذا وصف رحمة بعض المخلوقين من النساء ونحوهن.
وقد علم التفاوت العظيم بين الخالق -تعالى- والمخلوق؛ بالشرع والعقل، والإجماع، وقد تقرر أن الصفة تتبع الموصوف في الكمال، وضده، كما تقدم.
الثاني: أن الضعف والخور مذموم، وهو نقص، وأما الرحمة فممدوحة، كما قال -تعالى-: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} (3)، مع نهيه -تعالى- عباده عن الوهن، والحزن، قال -تعالى-: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا} (1)، وحثهم على الرحمة، وقد تقدم ذكر بعض الأحاديث في ذلك، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: " من لا يرحم لا يرحم"، وقوله: " لا تنزع الرحمة إلا من شقي"، وقوله: " الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
ومستحيل أن يقول: لا ينزع الضعف والخور إلا من شقي.
ولما كانت الرحمة في حق كثير من الناس، تقارن الضعف والخور، ظن من غلط في ذلك أنها كذلك مطلقاً.
الثالث: أن أسماء الله -تعالى- حسنى، لا يلحقها نقص بوجه من الوجوه، وصفاته عليا عن النقص أيضاً، والله -تعالى- قد تمدح بهذه الأسماء والصفات، لأنها تدل على الكمال، فمن المحال أن يلحقها ما يلحق رحمة المخلوق.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:19 م]ـ
من كتاب (شرح الطحاوية في العقيدة السلفية)
للمؤلف: صدر الدين علي بن علي بن محمد بن أبي العز الحنفي & تحقيق أحمد محمد شاكر
فيما يتعلق بصفة الغضب
فقول الشيخ رحمه الله:"لا كأحد من الورى"- نفي التشبيه. ولا يقال: إن الرضى إرادة الإحسان، والغضب إرادة الانتقام - فإن هذا نفي للصفة. وقد اتفق أهل السنة على أن الله يأمر بما يحبه ويرضاه، وإن كان لا يريده ولا يشاؤه، وينهى عما يسخطه ويكرهه، ويبغضه ويغضب على فاعله، وإن كان قد شاءه وأراده. فقد يحب عندهم ويرضى ما لا يريده، ويكره ويسخط ويغضب لما أراده.
ويقال لمن تأول الغضب والرضى بإرادة الإحسان: لم تأولت ذلك؟ فلا بد أن يقول: لأن الغضب غليان دم القلب، والرضا الميل والشهوة، وذلك لا يليق بالله تعالى! فيقال له: غليان دم القلب في الآدمي أمر ينشأ عن صفة الغضب، [لا أنه الغضب]
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[09 - 07 - 10, 08:22 م]ـ
لا
(لا) يستعمل للعدم المحض. نحو: زيد لا عالم، وذلك يدل على كونه جاهلا، وذلك يكون للنفي، ويستعمل في الأزمنة الثلاثة، ومع الاسم والفعل غير أنه نفي به الماضي؛ فإما أن لا يؤتى بعده بالفعل، نحو أن يقال لك: هل خرجت؟ فتقول: لا، وتقديره: لا خرجت. ويكون قلما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشيء. نحو: لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا. نحو: لا خرجت ولا ركبت، أو عند تكريره. نحو: {فلا صدق ولا صلى} [القيامة/31] أو عند الدعاء. نحو قولهم: لا كان، ولا أفلح، ونحو ذلك. فمما نفي به المستقبل قوله: {لا يعزب عنه مثقال ذرة} [سبأ/3] وفي أخرى: {وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء} [يونس/61] وقد يجيء (لا) داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف وقد حمل على ذلك قوله: {لا أقسم بيوم القيامة} [القيامة/1]، {فلا أقسم برب المشارق} [المعارج/40]، {فلا أقسم بمواقع النجوم} [الواقعة/75]، {فلا وربك لا
¥