تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة , فِي قَوْله: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} قَالَ: مَا كَانَ بَيْنكُمْ مِنْ الْوَصْل. 10582 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ: ثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ: ثَنِي مُعَاوِيَة بْن صَالِح , عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} يَعْنِي: الْأَرْحَام وَالْمَنَازِل. 10583 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن , قَالَ: ثَنَا أَحْمَد بْن الْمُفَضَّل , قَالَ: ثَنَا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ} يَقُول: تَقَطَّعَ مَا بَيْنكُمْ. 10584 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنكُمْ}: التَّوَاصُل فِي الدُّنْيَا. وَاخْتَلَفَتْ الْقُرَّاء فِي قَوْله: {بَيْنَكُمْ}. فَقَرَأَتْهُ عَامَّة قُرَّاء أَهْل الْمَدِينَة نَصْبًا بِمَعْنَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ مَا بَيْنكُمْ. وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء مَكَّة وَالْعِرَاقِيِّينَ: " لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ " رَفْعًا , بِمَعْنَى: لَقَدْ تَقَطَّعَ وَصْلُكُمْ. و الصَّوَاب مِنْ الْقَوْل عِنْدِي فِي ذَلِكَ أَنْ يُقَال: إِنَّهُمَا قِرَاءَتَانِ مَشْهُورَتَانِ بِاتِّفَاقِ الْمَعْنَى , فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب الصَّوَاب , وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَب قَدْ تَنْصِب " بَيْن " فِي مَوْضِع الِاسْم , ذُكِرَ سَمَاعًا مِنْهَا: إِيَابِي نَحْوك وَدُونك وَسِوَاءَك , نَصْبًا فِي مَوْضِع الرَّفْع , وَقَدْ ذُكِرَ عَنْهَا سَمَاعًا الرَّفْع فِي " بَيْن " إِذَا كَانَ الْفِعْل لَهَا وَجُعِلَتْ اِسْمًا ; وَيُنْشَد بَيْت مُهَلْهَل: كَأَنَّ رِمَاحهمْ أَشْطَانُ بِئْرٍ بَعِيدٍ بَيْنُ جَالَيْهَا جَرُورِ بِرَفْعِ " بَيْن " إِذْ كَانَتْ اِسْمًا. غَيْر أَنَّ الْأَغْلَب عَلَيْهِمْ فِي كَلَامهمْ النَّصْب فِيهَا فِي حَال كَوْنهَا صِفَة وَفِي حَال كَوْنهَا اِسْمًا. وَأَمَّا قَوْله: {وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} فَإِنَّهُ يَقُول: وَحَادَ عَنْ طَرِيقكُمْ وَمِنْهَاجكُمْ مَا كُنْتُمْ مِنْ آلِهَتكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّهُ شَرِيك رَبّكُمْ , وَأَنَّهُ لَكُمْ شَفِيع عِنْد رَبّكُمْ , فَلَا يَشْفَع لَكُمْ الْيَوْم.

وعند القرطبي

وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى

هَذِهِ عِبَارَة عَنْ الْحَشْر و " فُرَادَى " فِي مَوْضِع نَصْب عَلَى الْحَال , وَلَمْ يَنْصَرِف لِأَنَّ فِيهِ أَلِف تَأْنِيث. وَقَرَأَ أَبُو حَيْوَة " فُرَادًا " بِالتَّنْوِينِ وَهِيَ لُغَة تَمِيم , وَلَا يَقُولُونَ فِي مَوْضِع الرَّفْع فُرَاد. وَحَكَى أَحْمَد بْن يَحْيَى " فُرَاد " بِلَا تَنْوِين , قَالَ: مِثْل ثُلَاث وَرُبَاع. و " فُرَادَى " جَمْع فُرْدَان كَسُكَارَى جَمْع سَكْرَان , وَكُسَالَى جَمْع كَسْلَان. وَقِيلَ: وَاحِده " فَرْد " بِجَزْمِ الرَّاء , و " فَرِد " بِكَسْرِهَا , و " فَرَد " بِفَتْحِهَا , و " فَرِيد ". وَالْمَعْنَى: جِئْتُمُونَا وَاحِدًا وَاحِدًا , كُلّ وَاحِد مِنْكُمْ مُنْفَرِدًا بِلَا أَهْل وَلَا مَال وَلَا وَلَد وَلَا نَاصِر مِمَّنْ كَانَ يُصَاحِبكُمْ فِي الْغَيّ , وَلَمْ يَنْفَعكُمْ مَا عَبَدْتُمْ مِنْ دُون اللَّه. وَقَرَأَ الْأَعْرَج " فَرْدَى " مِثْل سَكْرَى وَكَسْلَى بِغَيْرِ أَلِف.

كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ

أَيْ مُنْفَرِدِينَ كَمَا خُلِقْتُمْ. وَقِيلَ: عُرَاة كَمَا خَرَجْتُمْ مِنْ بُطُون أُمَّهَاتكُمْ حُفَاة غُرْلًا بُهْمًا لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْء. وَقَالَ الْعُلَمَاء: يُحْشَر الْعَبْد غَدًا وَلَهُ مِنْ الْأَعْضَاء مَا كَانَ لَهُ يَوْم وُلِدَ ; فَمَنْ قُطِعَ مِنْهُ عُضْو يُرَدّ فِي الْقِيَامَة عَلَيْهِ. وَهَذَا مَعْنَى قَوْله: " غُرْلًا " أَيْ غَيْر مَخْتُونِينَ , أَيْ يُرَدّ عَلَيْهِمْ مَا قُطِعَ مِنْهُمْ عِنْد الْخِتَان.

وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير