ثم شرع شالمرز في عرض تحفظاته على الاستقراء في ضمن ما ذكرناه سابقا والمقام هنا يضيق عن التفصيل نكتفي فقط بالاشارة إلى خضوع الملاحظة لخلفية نظرية سابقة ولا يمكن الانفكاك عنها ... ويورد على ذلك أمثلة اخترنا منها مثال"الدرج"وأضفنا إليه مثالين آخرين مأخوذين من أحد المواقع المختصة في موضوع الخداع البصري.
الشكل الأول [أنظر المرفقات]
خطوط نلاحظها سلما ... لكن بعض القبائل الإفريقية لا يرون في الشكل إلا خطوطا مرتبة ثنائية الأبعاد ... والمؤكد أن ما انعكس على شبكية العين-عين الإفريقي وعين غيره- شكل واحد لكن الادراك اختلف بحسب الخلفية الثقافية.
الشكل الثاني:
الرمز الأوسط يدرك مرة كأنه الرقم13 ومرة كأنه -Bالحرف الثاني في الترتيب الألفبائي اللاتيني ... -ويرجع الاختلاف إلى حركة البصر فالرؤية العمودية تحمل تأويلا للرمز والرؤية الأفقية تأتي بتأويل آخر ... مع أن الصورة هي الصورة.
الشكل الثالث: رقعة شطرنج "أديلسن"
هذا مثال رائع ومدهش حقا بحيث أن المرء لا يكاد يصدق عينيه:
فهل تصدق أن لون الخانة A الغامق هو نفسه لون الخانة B الداكن.
http://ophtasurf.free.fr/illusions_extraordinaires2.htm
تفسير هذا الخداع يتعلق بطريقة إدراك الذهن للألوان أولا .. وبتأثر الذهن بتجاربنا السالفة ثانيا وهو محل الشاهد هنا: فهو يعلم أن ما يراه رقعة شطرنج ويعلم مسبقا أن فيها تناوبا بين اللون الفاتح واللون الداكن فهويفترض الخانة B فاتحة، ويراها كذلك، بينما هي في الواقع داكنة ... ويمكن التأكد من ذلك باستعمال الماوس .. بجر الخانة المنفصلة لمطابقتها مع الخانة A والخانة B..
( هل الخداع بصري فقط أم أنه سينمائي؟ نرجومن الاخوة المختصين بفن التصوير أن يؤكدوا المسألة)
إذا تقرر هذا أصبح من اللازم الاعتقاد أن العلم يبدأ بالنظرية وليس بالملاحظة ... ثما ما النظرية؟
هي- كما يدل عليها اسمها -نظر يراه العقل.وافتراض يفترضه مسبقا ... وسنفصل لاحقا في طبيعته إن شاء الله.
هذه الفروض ينبغي إخضاعها للتمحيص والتكذيب وما لم يكذب منها اليوم لا يعني أنها سلمت وجاوزت القنطرة فمحاولة التكذيب ما زالت متواصلة ولا يمكن التنبؤ بالنتيجة أبدا ....
ومن شأن هذه الفروض أن تتكيف مع الواقع فيزاد فيها أو ينقص منها ويستمر مسلسل التعديل والتنقيح ... هذا هو العلم وهذه هي نسبيته وهذه قصته، فيجب تصوره على طبيعته هذه ثم يقبل على أو يرفض ...
لكن ما قصة أصحاب الإعجاز العلمي؟
-أولا: يصل إليهم –مثلا-نظرية الأوتار التي تخيلها (مع التشديد على كلمة تخيل) بعض العلماء لحل معضلة كبرى في الفزياء النظرية .. وهي تقديم وصف للجاذبية الكوانتية أي التوحيد بين النظريتين الشهيرتين: نظرية الكوانتا والنظرية النسبية ... وهم يرون أنه إذا اتحدت النظريتان في حضن نظرية واحدة فسيخطون خطوة كبيرة نحو تفسير بناء الكون (هذا زعمهم بأفواههم .. ونحن نقول هو الغرورالكافر قطعا .. ولا نظن أن العقل البشري سيقدر في يوم ما أن يحيط بالكون كله سمائه وأرضه مرئيه وغير مرئيه .. والقرآن العظيم يقول: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} الروم7
-فانظر كيف نسب لهم مفردا وهم جمع (يعلمون) (ظاهرا.)
-وانظر مرة ثانية كيف أفرد ونكر معلومهم .. فقال ظاهرا ولم يقل الظاهر.
-وانظر ثالثة كيف أفرد ونكر وبعض ... فقال ظاهرا من الحياة الدنيا ولم يقل ظاهر الحياة الدنيا ... فعلمهم جزء فقط من أجزاء كثيرة.
-وانظر رابعة كيف عمم في الأشخاص والزمان .. فقال" يعلمون" صيغة المضارع مفتوحة على المستقبل .. فالقرآن بين مقدار علم الكفار بالدنيا مجموعا على صعيد واحد ومتراكما من كل الأزمنة.
فهل من متدبر!)
ثانيا: بعد أن ترددت مفردات الأوتار والنسيج الكوني وخيوط الكوسموس .. يلتفت الإعجازي العلمي إلى آية {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ} الذاريات7 .. فيؤكد لنا أن القرآن سبق العلم المعاصر فهاهو القرآن يقول بوضوح إن السماء محبوكة .. ويستدل بكتب اللغة والمعاجم وببعض كتب التفسير على المعنى الذي ذهب إليه.
ثالثا: يعقد مؤتمر لبيان تطابق القرآن مع العلوم الحديثة (مع شيء غير قليل من تبذير أموال المسلمين لو قدمت لطلبة العلم تشجيعا على تدبر القرآن لكان حالنا مع القرآن حالا أخرى.)
¥