تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابْنُ حجر أيضًا في "لسان الميزان": "ورأيتُ في "الإكسير في علم التفسير" للنَّجم الطوفي ما مُلَخَّصه: ما رأيتُ في التَّفاسير أجْمَعَ لِغالِبِ علْمِ التَّفسير من القُرْطُبِي، ومن تفسير الإمام فخر الدين، إلا أنَّهُ كثير العيوب، فحدَّثَنِي شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرمياحي المغربي، أنه صنَّف كتاب المآخذ في مجلدين، بَيَّن فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج وكان ينقم عليه كثيرًا ويقول: يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التَّحْقِيقِ، ثُمَّ يُورِدُ مَذْهَبَ أهْلِ السنة والحق على غاية من الوهاء، قال الطوفي: ولعمري، إنَّ هذا دأبه في كتبه الكلاميَّة والحكمة؛ حتَّى اتَّهمه بعض الناس، ولكنه خلاف ظاهر حاله، لأنه لو كان اختار قولاً أو مذهبًا ما كان عنده مَن يَخاف منه حتى يستر عنه، ولعلَّ سَبَبَهُ أنَّه كان يَستَفْرِغُ أقوالاً في تقرير دليل الخصم، فإذا انْتَهَى إلى تَقْرِير دليلِ نَفْسِه لا يبقى عنده شيءٌ منَ القُوى؛ ولا شكَّ أنَّ القُوى النفسانية تابعة للقوى البدنية، وقد صرح في مقدمة "نهاية العقول"، أنَّه مُقَرِّرٌ مذهبَ خصمه تقريرًا لو أراد خصمُه تقريرَهُ لم يقدر على الزيادة على ذلك" [11].

موقفه من علوم الفقه والأصول والنحو والبلاغة:

ثم إنَّ الفخرَ الرازي لا يكاد يمرّ بآية من آيات الأحكام إلا ويذكر مذاهب الفقهاء فيها، مع ترويجه لمذهب الشافعي – الذي يقلّده – بالأدلة والبراهين.

كذلك نجده يستطرد لذكر المسائل الأصوليَّة، والمسائل النحوية والبلاغية، وإن كان لا يتوسَّع في ذلك توسُّعه في مسائل العلوم الكونيَّة والرياضية.

وبالجملة؛ فالكتابُ أَشْبَهُ ما يكون بموسوعةٍ في علم الكلام، وفي علوم الكون والطبيعة، إذ إنَّ هذه النَّاحيةَ هي الَّتِي غَلَبَتْ عليْهِ حتَّى كادت تقلل من أهمية الكتاب؛ كتفسير للقرآن الكريم.

ومن أجل ذلك قال صاحبُ "كشْف الظنون": "إن الإمام فخر الدين الرازي ملأ تفسيره بأقوال الحكماء والفلاسفة، وخرج من شيء إلى شيء، حتى يقضي الناظر العجب" [12]، ونقل عن أبي حيان أنَّه قال في "البحر المحيط": "جمع الإمام الرازي في تفسيره أشياء كثيرة طويلة لا حاجة بها في علم التفسير، ولذلك قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير" [13].

ويظهر لنا أنَّ الإمام فخر الدين الرازي كان مولعًا بكثرة الاستنباطات والاستطرادات في تفسيره، ما دام يستطيع أن يَجِدَ صِلةً ما بين المستنبط أو المستطرد إليه وبين اللفظ القرآني، والذي يقرأ مقدمة تَفْسِيره لا يسعه إلا أن يحكم على الفخر هذا الحكم، وذلك حيث يقول: "اعلم أنَّه مرَّ على لساني في بعض الأوقات، أن هذه السورة الكريمة – يريد الفاتحة – يمكن أن يستنبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسألة، فاستبعد هذا بعضُ الحُسَّاد، وقوم من أهل الجهل والغي والعِناد، وحملوا ذلك على ما ألِفوه من أنفسهم من التعلقات الفارغة عن المعاني، والكلمات الخالية عن تحقيق المعاقد والمباني، فلما شرعت في تصنيف هذا الكتاب، قدمت هذه المقدمة، لتصير كالتنبيه على أنَّ ما ذكرناه أمر ممكن الحصول، قريب الوصول ... إلخ" [14].

وبعد؛ فالكتاب بين يديك، فأجِلْ نظرك في جميع نواحيه، فسوف لا ترى إلا ما قلته فيه، وما حكمت به عليه.

[1] انظر "وفيات الأعيان": 2/ 265 – 268، و"شذرات الذهب": 5/ 21.

[2] "شذرات الذهب": 5/ 21.

[3] الجزء الثاني ص 267.

[4] "الدرر الكامنة": 1/ 304.

[5] "كشف الظنون": 2/ 299.

[6] "كشف الظنون": 2/ 299 (هامش).

[7] "مفاتيح الغيب": 8/ 68.

[8] "مفاتيح الغيب": 3/ 539.

[9] "وفيات الأعيان": 2/ 267.

[10] "لسان الميزان": 4/ 427.

[11] "لسان الميزان": 4/ 427 – 428.

[12] "كشف الظنون": 1/ 230 – 231.

[13] المرجع السابق.

[14] "مفاتيح الغيب": 1/ 2 – 3.

المصدر: موقع الألوكة ( http://www.alukah.net/articles/1/2040.aspx)

ـ[أنس الشامي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 07:38 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حال جميع الإخوة، أسأل الله (تبارك وتعالى) أن تكونوا بخير حال

لمعرفة المزيد حول تفسير الرازي، يُنظر هذا الرابط

(إن المستشار مؤتمن) (صحيح) (الأدب المفرد) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1102024&postcount=29)

وهو لإحدى المشاركات في موضوع

هل هناك أفضل من تفسير الكشاف للزمخشري؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1102024#post1102024)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 09:24 ص]ـ

ما رأيكم في كتاب فخر الدين الرازي

إجابة الشيخ مشهور حسن ال سلمان

السؤال 11: ما رأيكم في كتاب فخر الدين الرازي " مفاتيح الغيب "؟

الجواب: كتاب مفاتيح الغيب تفسير الرازي، فسر فيه القرآن، خرج فيه عن منهج السلف في الأسماء والصفات فأول، واختار مذهب الأشاعرة بقوة، ورد كثيراً من الآيات والأحاديث، واستطرد في ذكر الشبه، حتى أنهم قالوا فيه: يذكر الشبهة نقداً، ويجيب عليها نسيئة، يذكر الشبهة ويفصل فيها، ثم يقول الجواب عن هذه الشبهة يأتي فيما بعد، وقد يأتي بعد عشرة أجزاء، فتعلق الشبهة في النفس والجواب لا يبقى على البال، وقد يفصل كثيراً في الشبهة ويردها بكلام موجز، لا يسمن ولا يغني من جوع، استطرد كثيراً في العلوم العقلية، حتى قيل في تفسيره أنه حوى كل شيء إلا التفسير، فبإيجاز هو نافع لطالب علم شبعان ريان من علم الشريعة يعرف الأصيل من الدخيل، ويعرف الجيد من الرديء، ويعرف الصحيح من السقيم، أما أن ينشأ عليه طالب العلم المبتدىء في التفسير فلا، والله أعلم ..

منقول عن موقع المنهاج

http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=792

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير