قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): ((وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ: (هو التِّينُ وَالزَّيْتُونُ الَّذِي يَأْكُلُ النَّاسُ) وَخَصَّهُمَا بِالْقَسَمِ؛ لأنَّ التِّينَ فَاكِهَةٌ طَيِّبَةٌ لا فَضْلَ لَهَا، وَغِذَاءٌ لَطِيفٌ سَرِيعُ الْهَضْمِ، وَدَوَاءٌ كَثِيرُ النَّفْعِ؛ لأنَّهُ يُلَيِّنُ الطَّبْعَ وَيُحَلِّلُ الْبَلْغَمَ وَيُطَهِّرُ الْكُلْيَتَيْنِ، وَيُزِيلُ رَمْلَ الْمَثَانَةِ، وَيَفْتَحُ سُدَّةَ الْكَبِدِ وَالطِّحَالِ، وَيُسَمِّنُ الْبَدَنَ، وَيَقْطَعُ الْبَوَاسِيرَ، وَيَنْفَعُ مِنَ النِّقْرِسِ، وَيُشْبِهُ فَوَاكِهَ الْجَنَّةِ؛ لأنه بِلا عَجْمٍ، ولا يَمْكُثُ في الْمَعِدَةِ، وَيَخْرُجُ بِطَرِيقِ الرَّشَحِ، وأمَّا الزَّيْتُونُ ففاكهةٌ وإدامٌ ودواءٌ وله دُهْنٌ لَطِيفٌ كَثِيرُ الْمَنَافِعِ، وَيَنْبُتُ في الجبالِ الَّتِي ليست فيها دُهْنِيَّةٌ، فلَمَّا كَانَ فيهما
[إرشاد الساري: 7/ 424]
هذه الْمَنَافِعُ الدَّالَّةُ على قُدْرَةِ خَالِقِهِمَا؛ لا جَرَمَ أَقْسَمَ اللَّهُ بهما). [إرشاد الساري: 7/ 425]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}، قَسَمٌ. وَتَقَدَّمَ نَظَائِرُ ذلكَ؛ أَقْسَمَ بهما؛ لأَنَّهُمَا عَجِيبَتَانِ منْ بَيْنِ أصنافِ الأشجارِ المُثْمِرَةِ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 557]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَمَعْنَى القَسَمِ بهذهِ الأشياءِ الإبانةُ عنْ شَرَفِ البقاعِ المُبَاركةِ وما ظَهَرَ منها من الخيرِ والبَرَكَةِ بِسُكْنَى الأنبياءِ والصالحِينَ، فَمَنْبِتُ التِّينِ والزيتونِ مُهَاجَرُ إبراهيمَ عليهِ السلامُ، وَمَوْلِدُ عِيسى عليهِ السلامُ ومَنْشَؤُهُ، والطورُ المكانُ الَّذِي نُودِيَ منهُ مُوسَى عليهِ السلامُ، ومَكَّةُ البيتُ الَّذِي هوَ هُدًى للعالَمِينَ، ومَوْلِدُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَبْعَثُهُ. اهـ). [تفسير القرآن الكريم: 4/ 558]
قالَ أَبُو السُّعُودِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العِمَادِيُّ الحَنَفِيُّ (ت: 982هـ): ({وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}: هُمَا هَذَا التينُ وَهَذَا الزيتونُ، خَصَّهُمَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ بَيْنِ الثِّمَارِ بالإقسامِ بِهِمَا؛ لاخْتِصَاصِهِمَا بِخَوَاصَّ جَلِيلَةٍ؛ فَإِنَّ التِّينَ فاكهةٌ طَيِّبَةٌ لا فَضْلَ لَهُ، وَغِذَاءٌ لطيفٌ سَرِيعُ الهَضْمِ، ودواءٌ كَثِيرُ النَّفَعِ، يُلَيِّنُ الطَّبْعَ، وَيُحَلِّلُ البَلْغَمَ، وَيُطَهِّرُ الكُلْيَتَيْنِ، وَيُزِيلُ مَا فِي المَثَانَةِ مِن الرَّمْلِ، وَيُسْمِنُ الْبَدَنَ، وَيَفْتَحُ سُدَدَ الكَبِدِ والطِّحَالِ). [إرشاد العقل السليم: 7/ 174] (م)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قالَ أكثرُ المُفَسِّرِينَ: هوَ التينُ الذي يَأْكُلُهُ الناسُ وَالزيتونُ الذي يَعْصِرُونَ منهُ الزيتَ، وَإِنَّمَا أَقْسَمَ بالتينِ؛ لأنَّهُ فَاكِهَةٌ مُخْلَصةٌ مِنْ شَوَائِبِ التَّنْغِيصِ، وَفيها أَعْظَمُ عِبْرَةٍ لِدَلالَتِهَا على مَنْ هَيَّأَهَا لذلكَ، وَجَعَلَهَا على مقدارِ اللقمةِ). [فتح القدير: 5/ 668]
قالَ أبو الثَّناءِ مَحْمُودُ بنُ عبدِ الله الأَلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (وخصَّهُما اللَّهُ تعالَى علَى هذا القولِ بالإقْسَامِ بهما منْ بينِ الثمارِ لاختصاصِهِما بخواصَّ جليلةٍ). [روح المعاني: 29/ 174] (م)
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وَإِنَّمَا أَقْسَمَ بالتينِ؛ لأنَّهُ فَاكِهَةٌ مُخْلَصَةٌ مِنْ شوائبِ التَّنْغِيصِ، وَفيها أَعْظَمُ عِبْرَةٍ لِدَلالَتِهَا على مَنْ هَيَّأَهَا لذلكَ، وَجَعَلَهَا على مِقْدَارِ اللُّقْمةِ). [فتح البيان: 15/ 299]
قالَ عَطِيَّةُ مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (وَقَدْ ذَكَرَ الْمُفَسِّرُونَ وَابْنُ القَيِّمِ وَصَاحِبُ القَامُوسِ للتِّينِ خَوَاصَّ، وَقَالُوا: إنها مِمَّا تَجْعَلُهُ مَحَلاًّ للقَسَمِ بِهِ. وَجَزَمَ ابْنُ القَيِّمِ أنه الْمُرَادُ فِي السورةِ). [تتمة أضواء البيان: 9/ 183]
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 - 08 - 08, 01:56 ص]ـ
نسيت أن أنبه على أن الحديث الذي تناقله المفسرون عن الثعلبي في فضل الزيتون لا يصح، ضعفه ابن حجر في التلخيص، بل قال الألباني في السلسلة الضعيفة: موضوع
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[26 - 08 - 08, 10:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 - 08 - 08, 09:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
وإياكم