[الرد على شبة من تستر باسم"هاشم العربي"]
ـ[بن خضر الغامدي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 09:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزب؛والصلاة والسلام على شفيعنا يوم المآب؛وعلى الآل والأصحاب ... أما بعد؛؛؛
هناك شبه عدة أوردت من الأعداء على جمع القران الكريم؛للطعن فيه والتشكيك،لأنهم يعلمون أنه أصل الدين،وبالتشكيك فيه يصرف المسلمين عن التمسك به.
ومن ذلك ما زعمه صاحب " ذيل مقالة في الإسلام " وهو قس من القساوسة تستر تحت اسم " هاشم العربي " من أن القران قد أسقط منه ماهو منه وزيد فيه ما ليس منه وأيد زعمه بعدة أمور.
سوف يتم الرد على هذه الدعاوى والافتراءات كل منها على حدة؛ثم نرد عليها ردا اجماليا.
الدعوى الأولى:-ماورد في الحديث أن محمدا صلى الله عليه وسلم قال: " رحم الله فلانا، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا?مِنْ سُورَة كَذَا وَكَذَا". وفي رواية: " أُنْسِيتُها" فهذا فيه اعتراف من النبي بأنه أسقط بعض الآيات أو أُنسيها.
الرد عليها: أما ما ذكره من الحديث فهو ثابت ولكن حمله ما لا يحتمل وفهمه على غير وجهه،فالرواية الثانية تفسر الأولى وتدل على أن الإسقاط عن طريق النسيان لا العمد، والنسيان من النبي صلى الله عليه وسلم لشيء من القران على قسمين:-
أحدهما: نسيان الشيء الذي يتذكره عن قرب وذلك قائم بالطباع البشرية وعليه يدل قوله صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون "
والثاني: أن يرفعه عن قلبه على إرادة نسخ تلاوته وهو المشار إليه بقوله تعالى: سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى? (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى? (7) الأعلى: 6 – 7
أما الأول: فعارض سريع الزوال يدل عليه قوله تعالى: الحجر (آية:9): انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " فهذا تكفل من الله تعالى أن يحفظ كتابه عن أي نقص أو زيادة،أو تغيير أو تحريف.
وأما الثاني: فداخل في قوله تعالى:البقرة (آية:106): ما ننسخ من ايه او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير "
فالنسيان عارض بشري يجوز على الأنبياء فيما ليس طريقه البلاغ من أمور الدين والشريعة،أما ما كان من الدين والشريعة مما هو واجب البلاغ فيجوز لكن بشرطين:
ا-أن يكون بعد تبليغه كما هنا.
ب-أن لا يستمر على نسيانه بل يحصل له تذكره إما بنفسه وإما بغيره،و أما قبل التبليغ فلا يجوز أصلا وهذا ما قام عليه الدليل العقلي، إذ لو جاز النسيان قبل التبليغ أو بعده بدون أن يتذكر أو يذكره الغير لأدى إلى الطعن في عصمة الأنبياء،ولجاز ضياع بعض الشرائع والأديان،وفي هذا تشكيك فيها وإبطال.
الدعوى الثانية: ما جاء في سورة الأعلى "سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى? (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى? (7) الأعلى: 6 – 77 وزعم المفتري أن النبي صلى الله عليه وسلم أنسي آيات لم يتفق له من يذكره إياها.
الرد عليها: إن ما استدل به من هذه الآية فهو تحريف للكلم عن مواضعه،وزعم من لم يعرف سبب نزول الآية، ولا المراد من الاستثناء،ولا الغرض الذي سيقت له الآية،أما سببها فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتذكر القران بنفسه مخافة أن ينسى؛ فأزال الله خوفه بهذه الآية؛وأما الاستثناء فليس بحقيقي وإنما هو صوري، يراد منه تأكيد عدم النسيان بتعليق الشيء على ما هو مستحيل وقوعه، وليدل على استحالته بالبرهان،وقد ضمن الله لنبيه تحفيظه له فكيف يشاء إنساءه له؟ ((لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)
إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة الآيات: 16 - 19) والغرض من هذا الاستثناء:
1 - تعريفه صلى الله عليه وسلم أن عدم النسيان من فضل الله عليه فيديم له الشكر والعبادة والذكر في كل وقت.
2 - تعريف أمته ذلك حتى لا يخرجوه صلى الله عليه وسلم من مقام العبودية ويرفعوه إلى مقام الألوهية كما فعل اليهود والنصارى بأنبيائهم.
¥