[تفضل بتسجيل ما تراه حول رأي القرطبي]
ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[22 - 10 - 08, 01:43 ص]ـ
علَّق الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ على الآية الكريمة {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ} البقرة83 وخاصة " وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً" بقوله:
" هذا كله حض على مكارم الأخلاق، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس ليِّنا ووجهه منبسطا طلقا مع البر والفاجر، والسّني والمبتدع، من غير مداهنة، ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضي مذهبه، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون: " {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} طه44".
فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون، والفاجر ليس بأخبث من فرعون، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه.
وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة، وأنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ، فقال: لا تفعل! يقول الله تعالى: " وقولوا للناس حسنا ".
هل من مناقش لما تفضل به القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ أو من مسقط لتعليق القرطبي على واقعنا المعاصر ........ ؟
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 08:18 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الكريم والشيخ الفاضل من باب رفع الموضوع لكي يراه من هو أهل أن يعلق عليه ويتحفنا بفوائده وحتى استفيد من ملاحاة عقل من هو مثلكم بارك الله في الجميع ..
- حسن الخلق أصل من أصول تعامل أهل الإسلام فيما بينهم ومع من عداهم من أهل النحل الأخرى وقد قال جل وعلا في كتابه {وإنك لعلى خلقٍ عظيم} ..
- هناك فرقٌ بين حسن الخلق والمداهنة و للأسف قد لا يفرق بعض من يدعي حسن الخلق في التعامل فيخرجه ذلك إلى المداهنة! والسكوت عن الباطل الذي لدى هذا المبتدع أو ذاك ويحصل بهذا تغيرٌ عظيم لا يقدر قدره إلى الله عز وجل.
جاء في ترجمة الهروي في سير أعلام النبلاء: (قال أبو الوليد الباجي في كتاب " اختصار فرق الفقهاء " من تأليفه، في ذكر القاضي ابن الباقلاني: لقد أخبرني الشيخ أبو ذر وكان يميل إلى مذهبه، فسألته: من أين لك هذا؟ قال: إني كنت ماشيا ببغداد مع الحافظ
الدارقطني، فلقينا أبا بكر بن الطيب فالتزمه الشيخ أبو الحسن، وقبل وجهه وعينيه، فلما فارقناه، قلت له: من هذا الذي صنعت به ما لم أعتقد أنك تصنعه وأنت إمام وقتك؟ فقال: هذا إمام المسلمين، والذاب عن الدين، هذا القاضي أبو بكر محمد بن الطيب.
قال أبو ذر: فمن ذلك الوقت تكررت إليه مع أبي، كل بلد دخلته من بلاد خراسان وغيرها لا يشار فيها إلى أحد من أهل السنة إلا من كان على مذهبه وطريقه.) (17/ 558) ..
والمسألة كما لا يخفى عليكم نسبية فكل حالةٍ تقدر يقدرها (يعني المبتدع أو الكافر) مع بقاء أن الأصل هو حسن الخلق و لا يلزم منه خور صاحب الحق عن تبينه حين يعرض الباطل ..
وأولى الناس بأن يلان لهم الكلام ويبسط لهم الوجه هم أهل السنة فنحن بحاجة الآن أن يرفع شعار رفقاً أهل السنةِ بأهل السنة وأن يكون أولى من يعامل بلطف هم أهل الحق كما لا يخفى عليكم ما هو موجود في الساحة الدعوية يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (وَتَعْلَمُونَ أَنَّ مِنْ الْقَوَاعِدِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي هِيَ مِنْ جِمَاعِ الدِّينِ: تَأْلِيفَ الْقُلُوبِ وَاجْتِمَاعَ الْكَلِمَةِ وَصَلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} وَيَقُولُ: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} وَيَقُولُ: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنْ النُّصُوصِ الَّتِي تَأْمُرُ بِالْجَمَاعَةِ والائتلاف وَتَنْهَى عَنْ الْفُرْقَةِ وَالِاخْتِلَافِ. وَأَهْلُ هَذَا الْأَصْلِ: هُمْ أَهْلُ
¥