تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل هناك تعارض؟]

ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 06:43 م]ـ

هل يصح استشكال قوله تعالى"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها"

فظاهره نفسا المؤمن والكافر, وقوله تعالى "لا تفتح لهم أبواب السماء"أم أن التوفى لا يستلزم صعود روح الكافر إلى السماء؟ أم أنه فرق بين توفى الموت وتوفى النوم؟

ـ[أحمد سمير سالم]ــــــــ[26 - 10 - 08, 12:36 ص]ـ

جاء في تفسير الطبري:

حدثنا ابن حميد قال: ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله: {الله يتوفى الأنفس حين موتها} الآية قال: يجمع بين أرواح الأحياء وأرواح الأموات فيتعارف منها ما شاء الله أن يتعارف فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجسادها

حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط عن السدي في قوله: {الله يتوفى الأنفس حين موتها} قال: تقبض الأرواح عند نيام النائم فتقبض روحه في منامه فتلقى الأرواح بعضها بعضا أرواح الموتى وأرواح النيام فتلتقي فتساءل قال: فيخلي عن أرواح الأحياء فترجع إلى أجسادها وتريد الأخرى أن ترجع فيحبس التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى قال: إلى بقية آجالها

حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} قال: فالنوم وفاة {فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى} التي لم يقبضها {إلى أجل مسمى

وجاء في تفسير ابن كثير:

اختلف المفسرون في قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي} فقال قتادة وغيره: هذا من المقدم والمؤخر تقديره إني رافعك إلي ومتوفيك يعني بعد ذلك وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: إني متوفيك أي مميتك وقال محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه قال: توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه إليه قال ابن إسحاق: والنصارى يزعمون أن الله توفاه سبع ساعات ثم أحياه وقال إسحاق بن بشر عن إدريس عن وهب: أماته الله ثلاثة أيام ثم بعثه ثم رفعه وقال مطر الوراق: إني متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت وكذا قال ابن جرير: توفيه هو رفعه وقال الأكثرون: المراد بالوفاة ههنا ـ النوم كما قال تعالى: {وهو الذي يتوفاكم بالليل} الاية وقال تعالى {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها} الاية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول إذا قام من النوم: الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا]

يقول ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية:

فالروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام: أحدها: تعلقها به في بطن الأم جنينا الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض الثالث: تعلقها به في حال النوم فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه الرابع: تعلقها به في البرزخ فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى لها إليه التفات البتة فإنه ورد ردها إليه وقت سلام المسلم وورد أنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه وهذا الرد إعادة خاصة لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة الخامس: تعلقها به يوم بعث الأجساد وهو أكمل أنواع تعلقها البدن ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتا ولا نوما ولا فسادا فالنوم أخو الموت فتأمل هذا يزح عنك إشكالات كثيرة

جاء في لسان العرب في مادة (وفي):

والوَفاةُ المَنِيَّةُ والوفاةُ الموت وتُوُفِّيَ فلان وتَوَفَّاه الله إذا قَبَضَ نَفْسَه وفي الصحاح إذا قَبَضَ رُوحَه وقال غيره تَوَفِّي الميتِ اسْتِيفاء مُدَّتِه التي وُفِيتْ له وعَدَد أَيامِه وشُهوره وأَعْوامه في الدنيا وتَوَفَّيْتُ المالَ منه واسْتوْفَيته إذا أَخذته كله وتَوَفَّيْتُ عَدَد القومِ إذا عَدَدْتهم كُلَّهم وأَنشد أَبو عبيدة لمنظور الوَبْرِي إنَّ بني الأَدْرَدِ لَيْسُوا مِنْ أَحَدْ ولا تَوَفَّاهُمْ قُرَيشٌ في العددْ أَي لا تجعلهم قريش تَمام عددهم ولا تَسْتَوفي بهم عدَدَهم ومن ذلك قوله عز وجل الله يَتَوفَّى الأَنْفُسَ حينَ مَوْتِها أَي يَسْتَوفي مُدَد آجالهم في الدنيا وقيل يَسْتَوْفي تَمام عدَدِهم إِلى يوم القيامة وأَمّا تَوَفِّي النائم فهو اسْتِيفاء وقْت عَقْله وتمييزه إِلى أَن نامَ

من هذا نستنتج الآتي:

1) أن تعلق الروح بالبدن في النوم يختلف عن تعلقها في البرزخ بعد الموت.

2) أن توفي النائم هو استيفاء وقت عقله وتمييزه إلى أن نام.

3) الذي يظهر لي – والله أعلم – أن الروح وقت النوم لا ترتفع فوق السماء الأولى، فإذا كتب الله عليها الموت، ينظر في أمرها إن كانت مؤمنة، فُتحت لها أبواب السماء، وإن كانت كافرة، لا تفتح لها أبواب السماء.

وتنتظر مشايخنا للرد على هذا الإشكال ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير