لقد دافع فرانثيثكو نونيث مولاي في مذكرته عن مصالح الأمة المورسكية و أيضا عن مصالح الطبقة الاجتماعية الغرناطية التي ينتمي إليها (منع امتلاك المورسكيين للعبيد) , و ردّ على كل بند من قرار المنع و استعمل في مرافعته أنواعا من الحجج و الأدلة:
· الأدلة القانونية: كقوله مثلا ”…إن التنصير كان إجباريا و مناقضا للمعاهدة التي وقعها الملكان الكاثوليكيان…".
· الأدلة الاقتصادية: كقوله مثلا ”…ثم هذه الإيرادات الملكية التي تستفيد من البضائع المورسكية…لماذا تخسر؟ …"
· الأدلة الإثنية: كقوله مثلا (…إن لباسنا الخاص بالنساء ليس لباس المسلمين, بل هو زي إقليمي مثل زي قشتالة, و الزي الخاص يستعمله الناس في أماكن أخرى في الزينة و الأحذية, و من الذي ينكر أن زينا مخالف لزي الأتراك و المسلمين؟ .. )
· الأدلة الطبية: كقوله مثلا "…بل هي عادة لتنظيف الرأس, إذ تخرج منها أي قذارة, و هو أمر صحي, و إذا وضع مع الحناء شيء فذلك لصبغ الشعر….بل هو شيء مفيد للجسم و يعالج الأمراض…".
· الأدلة الدينية: كقوله مثلا عن حفلات الغناء و الرقص لدى المورسكيين "…بل إنني لا أدري كيف يقول أحد إنها حفلات مسلمين, لأن المسلم الصالح لا يتواجد في هذه الأماكن…".
· الأدلة المنطقية: و هي كثيرة جدا في هذه المذكرة, نذكر منها قوله عن اللغة العربية: "…كيف يمكن أن يُحرم الناس من لغتهم الطبيعية التي وُلدوا و تربوا عليها؟ …". و هذا يدل على أن اللغة العربية كانت متواجدة في غرناطة حتى حدود سنة 1567م – أي بعد 75 سنة على سقوط غرناطة. و لازال جمع من الغرناطيين يتخاطبون بها, بل وكانت لغتهم الوحيدة.
كما استعمل فرانثيثكو نونيث أساليب متعددة للإقناع, و لم يستثني الأسلوب التهكمي:
- أمام منع أن تغطي المرأة وجهها قال: ”…لن تجد الذميمات من يتزوج بهن…".
- أمام منع الألقاب الإسلامية القديمة قال: ”…لو فكرنا في الأمر جيدا فإن المحافظة على الأنساب ترفع من شأن الملكين الكاثوليكيين اللذين تمكنا من الاستيلاء على مملكة غرناطة. .. "
http://i3.makcdn.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/07/k7957-197x300.gif (http://i3.makcdn.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/07/k7957.gif)
امرأة مورسكية ترتدي زيا مورسكيا.
و هذا نص المذكرة (7):
"عندما تحول أبناء هذا الإقليم إلى المسيحية لم يكن هناك أي بند يجبرهم على ترك زيهم أو لغتهم أو العادات الأخرى التي يمارسونها في حفلاتهم، و إحقاقا للحق فإن التنصير كان إجباريا ومناقضا للمعاهدة التي وقعها الملكان الكاثوليكيان عندما سلم لهما الملك أبو عبد الله هذه المدينة، وحينما كانا على قيد الحياة لم أجد – رغم سني – ثمة محاولة لنقض المعاهدة. بعد ذلك، خلال حكم ابنتها خوانا، بدا من المناسب (لا أدري لمن) أن يصدر الأمر بأن نتخلى عن الزى الموريسكي، و قد تعطل تنفيذ هذا الأمر لبعض الأسباب، وهذا ما حدث أيضا تحت حكم الإمبراطور كارلوس، و بعد ذلك حدث أن تجرأ رجل دنئ من وطننا – استغل حُسن أخلاق مخدومه السيد بولانكون عضو هذه المحكمة – فكتب فصولاٌ ضد القساوسة ولم يتبع رأي أعيان الرجال الذين يرون ضرورة إخفاء هذه الأمور، فحصل على توقيع بعض أصدقائه على ما كتب وقدم كتابه إلى صاحب الجلالة، وفي إثر ذلك ترافع السيد باردو راهب سان سالفادور بالبيازين عن القساوسة وأفاد بأن المتنصرين حديثا مسلمون ويعيشون كمسلمين، وأنه ينبغي إصدار أوامر لكي يتخلوا عن عاداتهم القديمة التي تمنعهم من أن يكونوا مسيحيين، وقد أمر الإمبراطور- كأمير مسيحي – بالقيام بزيارات عبر هذه المملكة للتعرف على أسلوب حياة أبناء غرناطة، وتمت الزيارة وقام القساوسة أنفسهم بالزيارات، وكانوا هم الذين شهدوا ضد المورريسكيين…… .. من هنا جاء الاجتماع الذي تقررت فيه أمور تحد من امتيازاتنا، رغم أننا حضرنا ذلك الاجتماع. ومنذ سنوات أراد السيد غاسبار دي أبالوس – عندما كان أسقفا لغرناطة – أن يحرمنا من زينا فبدأ بأهل القرى و أحال إلى هذه المحكمة بعض أهالي غويخار لنفس السبب. إن رئيس المحكمة الذي كان في موقعهم الحالي و أعضاء المحكمة وماركيز مونديخار والمراجع…كل هؤلاء عارضوه لنفس الأسباب، وتوقفت القضية منذ عام 1510 وحتى الآن حين عاد نفس القساوسة إلى
¥