العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا] فبقاؤه مائة عام خبر يقيني ذكره الله مُسبقا ثم دعمه الله عز وجل بالدليل العقلي ليكون أبلغ في الإثبات بأن ينظر إلى ما حوله ليتضح له صحة القول، فقيد الله الزمان في حق الطعام فلم يتغير ثم سيره في حق الحمار فسار رفاتا فأيقن عزير أنها آية أطلعه الله عليه فقال [أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] (39) والله أعلم
ومما سبق يتبين أن القول بثبوت رؤية رسول الله لربه عز وجل ليلة الإسراء قول لم يستند إلى دليل قاطع أو حديث مرفوع إلى النبي وإنما هو اجتهاد وتأويل للآيات، ولعل قول مالك بن أنس رحمه حجة قوية على من أثبت الرؤية بغير دليل قاطع فقال رحمه الله " لم ير في الدنيا، لأنه باق، و لا يرى الباقي بالفاني، فإذا كان في الآخرة و رزقوا أبصاراً باقية رئي الباقي بالباقي.
وقال بعض السلف و المتأخرين ما معناه " إن رؤيته تعالى في الدنيا غير ممكنة لضعف تركيب أهل الدنيا،
و قواهم، وكونها متغيرة عرضاً للآفات والفناء، فلم تكن لهم قوة على الرؤية، فإذا كان في الآخرة و ركبوا تركيباً آخر، و رزقوا قوى ثابتة باقية، و أتم أنوار أبصارهم و قلوبهم قووا بها على الرؤية.
لذا كانت الرؤيا في الآخرة هبة من الله للمؤمنين وسوف يحرم منها الكفار، وهي ثابتة في القرآن الكريم قال تعالى [وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ] (40)
وقال تعالى [كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ] (41)
قال الشافعي رحمه الله ما حجب الفجار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه عز وجل
والله أعلم
أسامة عبد العظيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) (الإسراء:1)
(2) {النَّجم:17}
(3) {النَّجم}
(4) {الإسراء:60}
(5) البخاري3888
(6) الرؤية لغة: يقال رؤية العين ورؤيا العين، ما تراه الباصرة، وجمع الرؤية رُؤَى. ورؤية العين معاينتها للشيء، وقال ابن سيده: الرؤية النظر بالعين وبالقلب، كما في لسان العرب لابن منظور مادة (رأى)
(7) (مسلم429)
(8) صحيح وضعيف الجامع الصغير 3726وقال الألباني صحيح، وصححه في جامع الترمذي 5/ 719حديث3918
(9) مسند أحمد 23150 وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير 7838
(10) سنن ابن ماجة 1473وقال الألباني في صحيح ابن خزيمة 1334 صحيح لغيره
(11) البخاري 1189ومسلم 3450
(12) مسلم 455
(13) مسلم454
(14) سنن الترمذي3590 وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
(15) البخاري3232 والآية {النَّجم:9}
(16) {النَّجم:13}
(17) مسلم 461 والترمذي3593ومسند أحمد 22000
(17) مسلم462 ومراد أبي ذر بذكره النور، أي النور حال بين رؤيته له ببصر
(19) مسلم 463وسنن ابن ماجة 200ومسند أحمد20160 وسبحات أي نوره تعالى وجلاله وبهاؤه
(20) مسلم457
(21) البخاري3235
(22) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية - (ج 1 / ص 7)
(23) صحيح ابن حبان 57
(24) صحيح ابن حبان60
(25) صحيح ابن حبان58
(26) اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية - (ج 1 / ص 6)
(27) {النَّجم:18}
(28) (الإسراء:1)
(29) البخاري 3239
(30) مسلم441
(31) السلسلة الصحيحة 1\ 585حديث291
(32) مسلم 463وسنن ابن ماجة 200ومسند أحمد20160 وسبحات أي نوره تعالى وجلاله وبهاؤه
(33) (النجم:11)
(34) صحيح وضعيف الجامع الصغير 2459وقال الألباني صحيح
(35) زاد المعاد 3/ 38
(36) سنن الترمذي 3594 وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ومسند أحمد3813
(37) رواية شريك بن عبد الله في صحيح البخاري كتاب التوحيد حديث7517، وقول مُسلم رواه ابن كثير في أول تفسير سورة الإسراء وقول عبد الحق والخطابي ذكره الحافظ في الفتح
(38) {الأعراف:143}
(39) {البقرة:259}
(40) {القيامة22/ 23}
(41) {المطَّففين:15}