تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يذكر أن زياد بن أبيه المعروف به، قد ألّف كتابًا في الأنساب تضمّن معظمه في مثالب العرب (36)، فيبرز هذا الاهتمام من زياد بهذا الجانب من الأنساب إلى قصة نسبه المغموز به واختلاف الرواة فيه وكيفية استلحاق الخليفة معاوية بن أبي سفيان إياه وكراهية المسلمين لذلك، بل وسخر بعض الشعراء من هذا النسب الجديد، ولذلك أراد زياد أن يذود عن نفسه وأبنائه بسلاح يخيف به المتعرضين له بالشكوك، ويشعرهم بعدم نقصه، بل بنقض الآخرين في هذه الناحية من الحياة، وأنّ هذا الكتاب فُقِد ولم يصلنا منه شيء (37).

2 - دغفل بن حنظلة السدوسي الشيباني (ت60هـ/679م):

وهو من مشاهير علماء الأنساب، ويبدو أنّ العمر امتد به قبيل ظهور الإسلام، أدرك النبي ولم يسمع منه، وبعد ذلك حتى أدرك الخليفة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (38). ويروي ابن حبيب معلومة أنّ معاوية استعمل دغفلاً لابنه يزيد (39)، وقيل إنه سأله: بم نلت هذا يا دغفل؟ قال بقلب عقول ولسان سؤول، فقال: معاوية له: اذهب إلى يزيد فعلّمه النسب والنجوم (40).

ويروى أنّ كتاب دغفل النسابة التظافر والتناصر هو عبارة عن مجالس وأسمار تروى في بلاط الخليفة معاوية الذي كان محبًّا للمسامرة وأحاديث من مضى من الرجال والأحداث، ويظهر هذا الكتاب مدى عنايتهم بالسمر وأثر هذه المجالس في ترتيب العبارات وتحسينها.

3 - عبيد بن شرية الجرهمي اليمني (ت70هـ/689م):

اختلفوا في أصله، فروي أنه كان أهل صنعاء، وقيل إنه من أهل الرقة بالعراق، والأرجح أنه كان يمنيًّا وجرهميّ النسب، وكان قصّاصًا إخباريًّا، أدرك النبي محمد عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يسمع منه شيئًا، ثم وفد إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وبرز في بلاطه (42). وذكروا أنه كان يسمع معاوية كل ليلة من أخبار العرب وأيامها وأنسابها وأخبار العجم وملوكها وسياستها لرعيتها (43). وكانت حصيلة مجالسته للخليفة معاوية قد أنتجت عن تدوين كتاب الملوك وأخبار الماضيين (44)

الذي طبع في ذيل كتاب التيجان في ملوك حِمْيَر المنشور في حيدر آباد الدكن في الهند سنة 1347هـ تحت عنوان أخبار عبيد بن شرية الجرهمي في أخبار اليمن وأشعارها وأنسابها. ويتضمن هذا الكتاب الكثير من أخبار العرب وأنسابها قبل الإسلام، كما يشتمل على الأشعار التي وضعت على لسان عادٍ وثمود وطسم وجديس والتبابعة، وكذلك يضم الكتاب بعض أخبار عن بني إسرائيل، ويغلب على جميع هذه الأخبار طابع القصص الشعبي المتأثر بالإسرائيليات (45). وقد أفاد الهمداني في كتابه الإكليل من أخبار عبيد بن شرية فنقل قسمًا منها (46).

4 - عبدالله بن عباس (ت78هـ/697م):

أما عبدالله بن عباس رضي الله عنه فقد نسب إليه بعض الرواة (47) مدوّنات استقى منها من بعده من المؤرخين، ولم يذكر أنّ ابن عباس جعل من هذه المدوّنات كتابًا خاصًّا له اسم معيّن، وهي في غالب ظني أنها من بعض مجالسه التي كان كثيرًا ما يفسّر فيها القرآن الكريم ويتعرّض لمختلف المعارف العربية فيدوّن هذه المعلومات أحد أبنائه أو بعض تلاميذه (48).

ويروى عن عطاء بن أبي رباح، أحد تلاميذه قوله: كان ابن عباس يجلس للمحاضرة فيأتون ناس يتذوّقون الشعر، وآخرون لتعلم الأنساب، وآخرون للتعرف على أيام العرب ووقائعها، فما منهم من صنف إلاّ يقبل عليه بما يشاء. ويذكرون أنه كان لدى كريب بن أبي مسلم مولى ابن عباس حمل بعير أو عدل بعير من كتبه وأقواله المكتوبة، فكان علي بن عبدالله بن العباس إذا أراد الكتاب كتب إليه: ابعث إليّ بصحيفة كذا وكذا، قال: فينسخها ويبعث إليه بأحدهما (49)، وهذا لا يعني أن التدوين التاريخي بدأ في عهد مبكر منذ أواسط القرن الأول الهجري فحسب وإنما يعني أيضًا أنّ ابن عباس ترك صحفًا لورثته بعد وفاته، وكانت من الكثرة بحيث يبلغ حجمها حمل بعير، وكان لتلاميذه صحائف مروية شيخهم، ومن هؤلاء عروة بن الزبير ومحمد بن كعب القرظي، ووهب بن منبه وسعيد بن جبير، وأنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وعن هؤلاء أخذ الكثير ممن تعرف من الإخباريين أخبارهم وأهل السِّيَر في مدوّناتهم ومهتمّين بأنساب القبائل معارفهم (50).

5 - عروة بن الزبير (ت94هـ/712م):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير