تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويلخص الكاتب الفرنسي " فلوريان" التطابق الكامل بين العرب والبربر حين يقول: " أصل مشترك ولغة واحدة- وعواطف واحدة كل شيئ يساهم في ربطها ربطا متينا". أما عن تسمية البربر، فالنقوش الأثرية- يقول المكتشفون- تشيرإلى أن كلمة بربر وجدت في اليمن. فجزيرة "بربرة" جزيرة تابعة لليمن توجد في مضيق اليمن،- كما وجد اسم قبيلة البر مكتوبا بالخط الصنعائي. ويشير الكاتب بعد استعراضه لجملة من الكتابات التي تناولت البربر وعلاقاتهم بالعرب كتابات مؤرخين ومختصين في الدراسات البربرية والسامية إلى أن كل الدلائل تؤكد أن البربر عرب في أصولهم وأن اللغة البربرية لهجة من لهجات العربية القديمة فكل المتخصصين في الدراسات البربرية أثبتوا أن البربرية واحدة من اللغات السامية (أي العربية القديمة) فقد تكون مشتقة من اللغة البونيقيه، مثلما يرى صراحة المؤرخ الفرنسي للحضارة العربية " غوستاف لوبون".

وكل المكتشفات الأثرية المتعلقة بالنقوش والكتابات القديمة، تبين أن البربر أقرب إلى " الحميريين أو اليمنيين. وفي باب حديثه عن الأصول العربية للأمازيغ لا يغفل الكاتب التطرق إلى تلك التوجيهات التي كانت تصدر للمؤسسات الثقافية الفرنسية بإبراز أصل البربر الأوربي في دورياتها ومنشوراتها، ولهذا فإننا نجد الموسوعات الفرنسية التي نشرت قبل استقلال الجزائر مثلا تضرب على النغمة الاستعمارية كموسوعة كييي Quillet مثلا التي ورد فيها عشرة أسطر عن البربر في المادة المخصصة لهم. ومما ورد فيها: " أن البربر ليسوا ساميين مثل العرب وأنهم سبقوا العرب على هذه الأرض (أي شمال إفريقيا) وأنهم ينسبون عرقيا إلى السكان الذين يعيشون في أوربا.

البربر. . والفتح الإسلامي

معروف عن البربر أنهم أشداء ذوو جلد وصبر. وفي الوقت الذي نجدهم قاوموا الرومان ورفضوا الاندماج فيهم واعتناق دينهم ولغتهم وثقافتهم، نجدهم استقبلوا العرب بترحاب في القرن السابع الميلادي. لقد تصدى البربر للرومان وحاربوهم بشراسة برغم أن احتلال الرومان دام أكثر من ستة قرون، أسسوا فيها المدن والمسارح والجامعات. ويكفي أن يعلم القارئ أن ثاني جامعة بالإمبراطورية الرومانية وممتلكاتها بعد جامعة روما كانت جامعة مداوروش بالشرق الجزائري. ويكفي أن يعلم القارئ أن من أهم مسارح روما بالعالم هو مسرح مدينة "تبسة" الجزائرية، ويكفي أن يعلم اَلْقَارِئ أن الحضارة الرومانية المسيحية أنجبت أعظم الفلاسفة اللاهوتيين في تاريخ الكنيسة من أمثال القديس أوغسطين ( St. Augustain) بعناية، "الجزائر" ويكفي أن يعلم القارئ الكريم أن أقدم مدرسة فلسفية حلولية ظهرت في جامعة "مداوروش" بالشرق الجزائري. وهذه كلها شواهد على بقاء الرومان مدة طويلة دامت أكثر من ستة قرون، لكن برغم ذلك بقى هذا الوجود والتغلغل هامشيا سطحيا. لأن نفوس المغاربة لفظته ورفضته لغربته عنها ولغربتها عنه. لكن ما إن جاء الإسلام ودخل العرب المغرب العربي مرة أخرى حتى استجاب البربر ولم تكد تمر فترة تقل عن خمسين سنه حتى وجدنا المغاربة وقد صاروا جميعا مسلمين عربًا، يتحدثون العربية ويكتبونها ويخطبون بها بفصاحة. وهناك مؤرخون يقرون أن أسبابًا كثيرة تكمن وراء الاستجابة السريعة للبربر للفتح الإسلامي- العربي تتمثل في التشابه الكبير بين حياة البربر العرب، وبين تراثهم الحضاري والثقافي والفني. أي أن البربر عندما دخل العرب بلادهم تصوروهم غرباء عنهم مثل الرومان، فتصدوا لهم بمقاومة شرسة، وما إن احتكوا بهم في القتال حتى اكتشفوا في العرب أصولهم. ومن غير شك- يقول الكتاب- فإن ما وصل العرب من شراسة حروب البربر ضد الرومان جعل الخليفة عمر ابن الخطاب يتوجس خيفة من غزو بلاد البربر خشية مقاومتهم فيفشل الفتح الإسلامي بالمغرب، مثلما فشل الوجود الروماني فقد أرسل عمر بن الخطاب رسالة الى عمرو بن العاص والي مصر عندما استأذنه هذا في فتح بلاد المغرب التي كانت تسمى في ذلك الوقت بإفريقية، ورد عليه قائلا: "لا إنها ليست بإفريقية ولكنها المفر قة، غادرة مغدور بها لا يغزوها أحد ما بقيت"، وفتحت لا وجود للغة. . فقط آلاف اللهجات! ولأن الكتاب لا يأتي ليؤكد فقط عروبة الأمازيغ من خلال الوقوف عند التشابه بين حياة البربر والعرب والأصول العربية للبربرية والبربر والعرب القدامى، فإنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير