تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فائدة في قوله تعالى: ? كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ? في سورة هود

ـ[أبو سفيان الأزدي]ــــــــ[01 - 02 - 10, 09:16 ص]ـ

قال الله تعالى: ? كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ?

السؤال: لما خَصَّ الله سبحانه وتعالى قوم ثمود بالذكر هنا، عن بد الاقوام الاخرين؟

الجواب: قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: " وكانوا جيرانهم قريبًا منهم في الدار، وشبيهًا بهم في الكفر وقَطْع الطريق، وكانوا عرَبا مثلهم "

وقال الطاهر بن عاشور رحمه الله في تفسيره: " وأما قوله: {كما بَعدت ثمود} فهو تشبيه البعد الذي هو انقراض مدين بانقراض ثمود. ووجه الشبه التّماثل في سبب عقابهم بالاستئصال، وهو عذاب الصيحة، ويجوز أن يكون المقصود من التّشبيه الاستطراد بذمّ ثمود لأنهم كانوا أشدّ جرأة في مناواة رسل الله، فلمّا تهيأ المقام لاختتام الكلام في قصص الأمم البائدة ناسب أن يعاد ذكر أشدّها كفراً وعناداً فَشُبّهَ هلك مدين بهلكهم.

والاستطراد فَنّ من البديع. ومنه قول حسّان في الاستطراد بالهجاء بالحارث أخي أبي جهل:

إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجَى الحارث بن هشام

ترك الأحبّة أن يقاتل دُونهم ... ونَجا برأس طمرّة ولجام "

وقال أبوحيان الأندلسي رحمه الله: " وقال أهل علم البيان: لم يرد في القرآن استطراد إلا هذا الموضع، والاستطراد قالوا: هو أن تمدح شيئاً أو تذمه، ثم تأتي في آخر الكلام بشيء هو غرضك في أوله ".

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير