مُفْحِمَاتُ الأَقْرَانِ فِي بِيَانِ مَرَاجِعِ مُضْمَرَاتِ القُرْآنِ
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:12 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا مختصرٌ وجيزٌ محررٌ في بيانِ مَرَاجِعِ ما احتُمِلَ عودُه من ضَمَائِرِ القُرْآنِ على أكثرَ مِنْ مَرْجِعٍ، وفيهِ فوائدُ أخرى نافعةٌ،وقد أسميتُه (تَنْدُرًا) بـ (مُفْحِمَاتُ الأقرانِ في بيانِ مَراجِعِ مُضْمَراتِ القُرْآنِ) واللهُ حسبي ونِعْمَ الوكيلُ.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:13 ص]ـ
فصل في قاعدة في ضمائر القرآن من كلام جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن.
قال –رحمه الله تعالى -:
قاعدة في الضمائر:
• ألف ابن الأنباري في بيان الضمائر الواقعة في القرآن مجلدين، وأصل وضع الضمير للاختصار () ولهذا قام قوله (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35] مقام خمسة وعشرين كلمة () لو أتى بها مظهرة.
• وكذا قوله تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) [النور:31] قال مَكِّيٌ: ليس في كتاب الله آية اشتملت على ضمائر أكثر منها فإن فيها خمسة وعشرين ضميرًا ومن ثم لا يعدل إلى المنفصل إلا بعد تعذر المتصل () بأن يقع في الابتداء نحو (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) [الفاتحة: 5] أو بعد إلا نحو (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) [الإسراء: 23].
مرجع الضمير:
• لا بد له من مرجع يعود إليه ويكون ملفوظًا به سابقاً مطابقًا به: نحو (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ) [هود: 42] (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ) [طه: 121] (إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا) [النور: 40].
• أو متضمنًا له نحو (): (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة: 8] فإنه عائد على العدل المتضمن له (اعْدِلُوا)، (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) [النساء: 8] أي المقسوم لدلالة القسمة عليه.
• أو دالاً عليه بالإلتزام: نحو (إِنَّا أَنزلْنَاهُ) [يوسف: 2، الدخان: 3، القدر:1] أي القرآن لأن الإنزال يدل عليه التزامًا، (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ) [البقرة: 178] فعفي يستلزم عافيًا أعيد عليه الهاء من إليه.
• أو متأخرًا لفظًا لا رتبة مطابقًا: نحو (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) () [طه: 67]، (وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص: 78]، (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) [الرحمن: 39].
• أو رتبة أيضًا: في باب ضمير الشأن والقصة ونعم وبئس والتنازع.
• أو متأخرًا دالًا بالالتزام نحو: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ) [الواقعة: 83]، (كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ) [القيامة: 26] أضمر الروح أو النفس لدلالة الحلقوم والتراقي عليها (حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ) [ص: 32] أي الشمس لدلالة الحجاب عليها.
• وقد يدل عليه السياق فيضمر ثقة بفهم السامع: نحو (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [الرحمن: 26] ما ترك على ظهرها أي الأرض أو الدنيا ولأبويه أي الميت ولم يتقدم له ذكر.
• وقد يعود على لفظ المذكور دون معناه نحو: (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) [فاطر:11] أي عمر معمر آخر [].
• وقد يعود على بعض ما تقدم نحو: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ) إلى قوله (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً) () [النساء: 11]، (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ) بعد قوله (والمطلقات) [البقرة: 228] فإنه خاص بالرجعيات والعائد عليه فيهن وفي غيرهن ().
• وقد يعود على المعنى: كقوله في آية الكلالة (فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ) [النساء: 176] ولم يتقدم لفظ مثنى يعود عليه،قال الأخفش: لأن الكلالة تقع على الواحد والاثنين والجمع فثنى الضمير الراجع إليها حملا على المعنى كما يعود الضمير جمعًا على من حملا على معناها.
¥