[ما الفرق بين كلمة (بطونه) في آية سورة النحل و (بطونها) في آية سورة المؤمنون؟]
ـ[أصولية حنفية]ــــــــ[06 - 03 - 10, 12:08 م]ـ
[ما الفرق بين كلمة (بطونه) في آية سورة النحل و (بطونها) في آية سورة المؤمنون؟]
قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ (66)).
وقال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُون) (المؤمنون:21)؟
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[06 - 03 - 10, 02:00 م]ـ
الضمير في قوله: {مّمَّا فِى بُطُونِهِ} راجع إلى الأنعام. قال سيبويه: العرب تخبر عن الأنعام بخبر الواحد. وقال الزجاج: لما كان لفظ الجمع يذكر ويؤنث، فيقال: هو الأنعام، وهي الأنعام جاز عود الضمير بالتذكير. وقال الكسائي: معناه: مما في بطون ما ذكرنا، فهو على هذا عائد إلى المذكور. قال الفراء: وهو صواب. وقال المبرد: هذا فاش في القرآن كثير، مثل قوله للشمس {هذا رَبّى} [الأنعام: 78] يعني: هذا الشيء الطالع
(الشوكاني)
{نسقيكم مما في بطونه} وأفرد هاهنا [الضمير] عودا على معنى النعم، أو الضمير عائد على الحيوان؛ فإن الأنعام حيوانات، أي نسقيكم مما في بطن هذا الحيوان. وفي الآية الأخرى: {مما في بطونها} [المؤمنون: 21]، ويجوز هذا وهذا (ابن كثير)
ذكر سيبويه الأنعام في باب ما لا ينصرف في الأسماء المفردة الواردة على أفعال، كقولهم: ثوب أكياش؛ ولذلك رجع الضمير إليه مفرداً. وأمّا) فِى بُطُونِهَا ((المؤمنون: 21) في سورة المؤمنين: فلأنّ معناه الجمع. ويجوز أن يقال في الأنعام وجهان، أحدهما: أن يكون تكسير نعم كأجبال في جبل، وأن يكون اسماً مفرداً مقتضياً لمعنى الجمع كنعم، فإذا ذكر فكما يذكر (نعم) في قوله: في كُلِّ عَامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَه
يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتَنْتِجُونَهْ
وإذا أنث ففيه وجهان: أنه تكسير نعم. وأنه في معنى الجمع (الكشاف)
وإنما ذَكَّرَ فقال: {في بطونه} لأن الأنعام من الأسماء المفردة. هكذا ذكره سيبويه في باب ما لا ينصرف
وقال الزجاج: الأنعام لفظ [جمع] اسم للجنس، يذكر ويؤنث، يقال: هي أنعام وهو الأنعام.
وقال الفراء: النَّعَم والأنعام شيء واحد، فرجع التذكير إلى النَّعَم إذ كان يؤدي عن معنى الأنعام، أنشدني بعضهم:
........................... ... وطابَ ألبانُ اللِّقاح وبَرَدْ
فرجع إلى اللبن؛ لأن اللبن والألبان في معنى واحد.
قال: وقال الكسائي: أراد: نسقيكم مما في بطون ما ذكرنا، وهو صواب، أنشدني بعضهم:
مثلُ الفِراخِ نُتِفَتْحواصِلُه
وقال المبرد: هذا فاشٍ في القرآن، مثل قوله للشمس: {هذا ربي} [الأنعام:78] بمعنى: هذا الشيء الطالع، وكذلك {وإني مرسلة إليهم بهدية} [النمل:35] ثم قال: {فلما جاء سليمان} [النمل:36] ولم يقل: جاءت؛ لأن المعنى: [جاء] الشيء الذي ذكرناه.
وقال أبو عبيدة: الهاء في "بطونه" للبعض.
المعنى: نسقيكم مما في بطون البعض الذي له لبن؛ لأنه ليس لكل الأنعام لبن. (رموز الكنوز)
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[06 - 03 - 10, 02:10 م]ـ
قال الطاهر ابن عاشور:
وإفراد ضمير الأنعام في قوله تعالى: {مما في بطونه} مراعاة لكون اللفظ مفرداً لأن اسم الجمع لفظ مفرد، إذ ليس من صيغ الجموع، فقد يراعى اللفظ فيأتي ضميره مفرداً، وقد يراعى معناه فيعامل معاملة الجموع، كما في آية سورة المؤمنين (21) {نسقيكم مما في بطونها}
ـ[أصولية حنفية]ــــــــ[06 - 03 - 10, 04:53 م]ـ
بارك الله فيكما أخواي الكريمين ولكن أما من لفتة بيانية لهذا التذكير والتأنيث، أو الإفراد والجمع؟؟
ـ[محمد وحيد]ــــــــ[06 - 03 - 10, 09:29 م]ـ
قلت: ما ذكره الأئمة حسن إلا أنه لا يقع جواباً عن التخصيص. ولعل السر فيه أن الضمير في هذه السورة يعود إلى البعض وهو الإناث، لأن اللبن لا يكون للكل فالتقدير. وإن لكم في بعض الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه، وأما في (المؤمنين) فإنه لما عطف عليه ما يعود على الكل ولا يقتصر على البعض وهو قوله: (ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون وعليها) [المؤمنون: 22] لم يتحمل أن يكون المراد به البعض فأنث ليكون نصاً على أن المراد بها الكل. (غرائب القران) النيسابوري
قال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ) (النحل:66) وقال تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُون) (المؤمنون:21)
آية النحل تتحدث عن إسقاء اللبن من بطون الأنعام واللبن لا يخرج من جميع الأنعام بل يخرج من قسم من الإناث.
أما آية المؤمنون فالكلام فيها على منافع الأنعام من لبن وغيره وهي منافع عامة تعم جميع الأنعام ذكورها وإناثها صغارها وكبارها فجاء بضمير القلة وهو ضمير الذكور للأنعام التي يستخلص منها اللبن وهي أقل من عموم الأنعام وجاء بضمير الكثرة وهو ضمير الإناث لعموم الأنعام وهذا جار وفق قاعدة التعبير في العربية التي تفيد أن المؤنث يؤتى به للدلالة على الكثرة بخلاف المذكر وذلك في مواطن عدة كالضمير واسم الإشارة وغيرها
(التعبير القرآني) للدكتور فاضل صالح السامرائي
.
¥