تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 - بعد حفظ الدرس كرره مراتٍ عديدةٍ ليستقرّ في القلب؛ لأن الحفظ الأوّلي لا يكاد يستقرّ، فإن لم يتعاهده الإنسان فور حفظه بكثرة التكرار كان قد ضيّع جهده في الحفظ. وأنبّه في التكرار إلى أمرٍ مهم، ألا وهو: أن يكون التكرار بالعرض على الغير، أو في الصلاة، وإن كنت إماماً فاقرأ ما تريد ضبطه في الصلوات الجهرية، فإن ذلك أنفع بكثيرٍ من التكرار الانفرادي مع النفس. فتنبّه! ومما يساعد على قوة الحفظ واستقراره:

أولاً: رفع الصوت بالقراءة أثناء الحفظ، وفائدة ذلك: أن يشترك في الحفظ حاسّة السمع، وحاسّة البصر، مع النطق. والحفظ الذي تشترك فيه عدة حواس يكون أضبط وأرسخ في الذهن من غيره.

ثانياً: احرص على أن يكون هناك فاصل زمني بين الحفظ ووقت التسميع، ولا تكن ممن يحفظ إذا حان وقت التسميع والعرض، فإن ذلك الحفظ لا يكاد يستقرّ؛ لأنه حفظٌ آنيٌّ.

3 - لا بد من تسميع خمسة دروسٍ سابقةٍ مع الدرس الجديد على أقلّ تقدير، والهدف من ذلك تثبيت الحفظ الجديد؛ لئلا يتفلّت بسرعة.

4 - عند الانتهاء من كل سورةٍ لا تتجاوزها حتى تتقنها، وكذا عند الانتهاء من الجزء. فمن أهم الأمور في الحفظ ربط السورة كاملةً، وربط الجزء كاملاً.

5 - إياك والانقطاع عن مراجعة المحفوظ السابق أثناء الحفظ الجديد؛ فإن ذلك سيطيل عليك مشوار المراجعة والضبط فيما بعد.

ثانياً: السبيل إلى ضبط القرآن الكريم للحفاظ:

تنبيهات: تحتاج هذه الطريقة أن يجتمع فيك أمور:

الأول: الاستعانة بالله تعالى، والتوكل عليه وحده، والإلحاح في الدعاء أن يوفقك ويسددك، فالقلوب بيد الله سبحانه، يصرّفها كيف شاء.

الثاني: الهمة العالية، والعزيمة الصادقة، وعدم التردد والاضطراب، فالتردد والحيرة تفرّق جهد الإنسان، وتشتّت فكره، وتجعل وقته يذهب سدًى.

الثالث: المواظبة والالتزام الدقيق بالبرنامج، لأن البرنامج يختلّ ويضطرب في حال كثرة الغياب.

الرابع: الارتباط بمن يكون معينًا لك بعد الله في الاستمرار على هذا البرنامج، والأولى أن يكون معلّمًا للقرآن.

الخطوات العملية:

1 - قسّم القرآن إلى ست مجموعات, كل مجموعةٍ مكونةٍ من (5 أجزاء)، وإن كان حفظك ضعيفًا فقسّم القرآن إلى عشر مجموعات، تتكون كل مجموعةٍ من (3 أجزاء). والمقصود من هذا التقسيم أن تراجع كل مجموعةٍ على حدة، وتفرّغ لها كل جهدك وطاقتك، دون الالتفات إلى المجموعات الأخرى.

2 - ابدأ بمراجعة المجموعة الأولى بالمقدار الذي تقدر عليه يومياً (ربع جزء، نصف جزء، جزء، أو غير ذلك) لكن بشرط تحديد المقدار اليومي، وأن لا يكون مفتوحًا على حسب الظروف والأوقات، بل اجعل هذا البرنامج من أولوياتك اليومية. وفي حال انشغالك لا بأس بتحديد أيامٍ محددةٍ في الأسبوع للمراجعة، شريطة الالتزام التامّ بها، وعدم التفريط فيها.

ولا بد أن تراعي أمرين في المقدار اليومي، وهما:

أولاً: أن تعرض المقدار اليومي على شيخٍ، أو زميلٍ مُجيدٍ، ولا تكتفِ بالمراجعة الفردية فإنها غير مجدية.

ثانياً: احرص على تسجيل أخطائك على المصحف الخاص بك، دون تساهل، أو تفريط، أو تغافل. فإن هذا من أكثر ما ينفعك بإذن الله في الضبط.

3 - بعد اليوم الأول تلتزم كل يومٍ بمراجعة المقدار الجديد وعرضه، مع الاختبار في المقدار السابق. (مثال ذلك: المقدار اليومي: الحزب الثاني, الاختبار: الحزب الأول). والهدف من الاختبار في المقدار السابق أن يتكرّر المرور على كل مقدارٍ مرتين؛ فيكون أضبط وأتقن في الحفظ.

4 - بعد الانتهاء من تسميع المجموعة للمرة الأولى، فإنه يُجرى للطالب اختبارٌ في المجموعة من قِبل المدرّس أو غيره، بواقع ثلاثة أسئلةٍ على الأقلّ في كلّ جزءٍ, ويتمّ من خلاله تحديد مستوى الضبط، وكذلك تحديد مقدار التسميع في المرة الثانية.

5 - ارجع مرةً ثانيةً لنفس المجموعة، وراجع فيها مقداراً يتناسب مع تقديرك في الاختبار، والأولى أن يكون ذلك راجعاً إلى المعلّم، لكن لابدّ فيه من شرطين:

الأول: أن يكون أكثر من المقدار الأول ولو بمقدارٍ يسيرٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير