تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال الجعبّري في شرحه للبيت السابق: هذا وجه ثالث في القصيد ثان في التيسير كابن هلال وابن غانم وأبي غانم ورواه عن ورش في ثاني (هؤلاء إن كنتم) (على البغاء إن أردن) ياء مختلسة الكسر، وهو بمعني خفيف الكسر وهذا معني قول التيسير: وأخذ عليّ ابن خاقان لورش بجعل الثانية ياء مكسورة في البقرة في قوله عز وجل (هؤلاء إن كنتم) وفي النور (على البغاء إن أردن)، وقال في غيره: كسرة خفيفة، وعليه اعتمد الناظم .... (وقال أيضا بعد حكاية وجهي التسهيل والإبدال لورش): وزاد ورش وجه إبدالها ياء مختلسة في (هؤلاء إن كنتم) (على البغاء إن أردن)) ا. هـ

وقول الجعبري: " هذا وجه ثالث في القصيد ثان في التيسير" لأنه لم يذكر في التيسير سوي وجهين حيث ذكر الياء المكسورة ـ كما نقل الجعبري ـ والوجه الآخر قال في التيسير: " .... فقنبل وورش يجعلان الثانية كالياء الساكنة"

قال الإمام المالقي في " الدر النثير": وقوله في الهمزة الثانية: "كالياء الساكنة "لا ينبغي أن يفهم منه أن همزة بين بين تكون ساكنة بل لا بد من تحريكها وإنما أراد انها تجعل بين الهمزة والياء التي هي حرف المد .... ثم قال المالقي: ويدل علي صحة ذلك أن أصل هذه الهمزة الكسر، فإذا سهلت بين بين فقد تغيرت تغييرا يخصها في ذاتها، فلو كنت لكان إسكانها تغييرا ثانيا يلحقها في صفتها العارضة لها وهو غير التغيير الأول ... ثم قال المالقي: ويدل علي صحة هذا أيضا أن همزة بين بين لا تسكن عند الحذاق من النحوين وجلة المقرئين، وهذا موجود في كلام الحافظ وغيره، ولهذا لم تسهل قط الهمزة التي أصلها السكون بين بين، وإنما تسهل بالبدل الخالص .. ) ص 360

واختلفت العبارات عند الداني ولذا قال العلامة البنا في الإتحاف: واختلف عن الأزرق في قوله تعالى (هؤلاء إن كنتم) و (البغاء إن) فروى عنه بعضهم جعل الثانية ياء مختلسة الكسر مراعاة للأصل وهو في التيسير من قراءة مؤلفه على ابن خاقان عنه، وقال: إنه المشهور عنه في الأداء لكن عبّر عن ذلك في جامعة بياء مكسورة محضة الكسر وأكثر من روى عنه هذا الوجه على إطلاق الياء المكسورة من غير تقييد بالخفيفة الكسر أو بالاختلاس كما يفهم من النشر ولذا أطلقه في طيبته واقتصر في الشاطبية على الأول تبعا للداني في بعض كتبه فتحصل للأزرق في ذلك ثلاثة أوجه)) 1/ 99

وقول صاحب الإتحاف يدل علي أنه اختلاف من الداني في العبارة والمدلول واحد، ولذا عبر في نهاية قوله (فتحصل للأزرق في ذلك ثلاثة أوجه) وهو يريد بالثلاثة (التسهيل ـ والإبدال ياء ساكنة ـ وياء مختلسة الكسر).

ولكن الإمام الداني له قول بياء خفيفة الكسر، وله قول بياء مكسورة كسرة مشبعة، وهذا الذي أخذ به ابن المجراد ونقله د / حميتو قائلا: .... وعلى ما ذكر أبو عمرو يتحصل في هؤلاء إن" و"البغاء إن" ـ كما قال ابن المجراد- (إيضاح الإسرار والبدائع في شرح الدرر اللوامع لابن بري) أربعة أوجه:

1. البدل على ما يأتي- يعني حرف مد –

2. ابدالها ياء خفيفة الكسر كما قال المصنف -يعني ابن بري-

3. إبدالها مشبعة الكسر

4. ثم التسهيل

قال:"وإبدالها ياء مشبعة الكسر أقيس من إبدالها ياء خفيفة الكسر، وقد نص على هذا بعض شيوخ شيوخنا رحمهم الله تعالى"

والى الكسر ذهب ابن آجروم في "البارع" في قوله: و"هولاءان"على البغاء"…بالياء مكسورا لدى الأداء،،وقال الجادري في "النافع": ويا بكسر هؤلا إن" و "البغاء" واجعلا.)) ا. هـ

وهذا الاختلاف بين الإمام البنا صاحب (إتحاف فضلا البشر في القراءات الأربع عشر) وبين ابن المجراد صاحب (إيضاح الإسرار والبدائع في شرح الدرر اللوامع لابن بري) يحيّر القارئ والمشهور عند قراء زماننا أنها بياء خفيفة الكسر لا بياء مكسورة كسرة مشبعة، ولمعرفة القول الأصوب يحسن بنا الرجوع لأقوال الداني ـ رحمه الله ـ في كتبه وقد اقتبست عبارات الداني من الإمام عبد الله محمد بن عبد الملك المنتوري الاندلسي في (شرح الدرر اللوامع) إلا أني غايرت في الترتيب حتي يسهل النظر في المسألة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير