تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقبل النظر في أقوال الداني نذهب إلي العلامة ابن الجزري ننظر ماذا قال في نشره بعد ذكره لكلام الداني؟ قال: ...... قلت: فدل على أنه قرأ بالوجهين على كل من أبي الفتح وأبي الحسن ولم يقرأ بغير إبدال الياء المكسورة على ابن خاقان كما أشار إليه في التيسير، وقد ذكر فيهما الوجهين أعني التسهيل والياء المكسورة أبو علي الحسن بن بليمة في تلخيصه وابن غلبون في تذكرته وقال: إن الأشهر التسهيل، على أن عبارة جامع البيان في هذا الموضع مشكل ... ))) ا. هـ

وقد ذكر الإمام ابن الجزري ياء خفيفة الكسر من قول الداني قال عند حديثه عن المضمومتين: ... وانفرد خلف بن إبراهيم بن خاقان الخاقاني فيما رواه الداني عنه عن أصحابه عن الأزرق بجعل الثانية من المضمومتين واواً مضمومة خفيفة الضمة قال الداني كجعله إياها ياء خفيفة الكسرة في (هؤلاء إن، والبغاء إن) ... ) ا. هـ

إلا أنه نفاها (أي خفيفة الضم) عنه ولم يشر إلي هذا النفي في المكسورة حيث قال: قلت ـ ابن الجزري ـ: والعمل على غير هذا عند سائر أهل الأداء في سائر الأمصار ولذلك لم يذكره في التيسير مع إسناده رواية ورش من طريق ابن خاقان والله أعلم.

وانفرد بذلك في المضمومتين وسائر المكسورتين سبط الخياط في المبهج عن الشذائي عن ابن بويان في رواية قالون وترجم عن ذلك بكسرة خفيفة وبضمة خفيفة ولو لم يغاير بينه وبين التسهيل بين بين لقيل: إنه يريد التسهيل ولم أعلم أحداً روى عنه البدل في ذلك غيره. والله أعلم)) ا. هـ

وقول الإمام ابن الجزري " وترجم عن ذلك بكسرة خفيفة وبضمة خفيفة" يقصد بذلك أن الداني ـ رحمه الله ـ عبّر عن التسهيل بهذا القول، إلا أنه في هذا الموضع ذكر التسهيل ثم ذكر وجها آخرا وترجم له بياء خفيفة، وفي الضمة ترجم له بضمة خفيفة،فدل ذلك علي أنه لم يرد لورش التسهيل إنما أراد له الكسر الخفيف (الاختلاس) في الياء المحضة. وابن الجزري يضعّف وجه إبدال الثانية واوا خفيفة الضم. والله أعلم.

وقوله: " وانفرد بذلك في المضمومتين وسائر المكسورتين سبط الخياط ... " يريد بسائر المكسورتين أي تعميم الحكم علي جميع المكسورتين ولم يختص بموضعي (البقرة والنور) وهذا هو الانفراد، أما الحديث عن موضعي (البقرة والنور) فقد قال فيهما: واختلفوا عنه في موضعين وهما (هؤلاء إن كنتم، والبغاء إن أردن) فروى عنه كثير من الرواة التسهيل جعل الثانية فيها ياء مكسورة .. ) ا. هـ

ونعود لإقوال الداني ـ رحمه الله ـ:

قال في الإيضاح: قال لي أبو القاسم "وقد كان بعض شيوخنا يبدل هذين الموضعين ياء مكسورة مشبعة الكسرة، وكان الجلة لا يشبعونها) ا. هـ

فقد حكي الداني هنا وجهين في إبدال الهمزة الثانية ياء مكسورة مشبعة الكسرة، ثم قال: وكان الجلة لا يشبعونها. أي أن الأكثر يختلسون الياء.

إلا أنه قال في " إيجاز البيان ": وروي عنه فيهما تحقيق الأولي وتخفيف الثانية وإبدالها ياء مكسورة لانكسار ما قبلها، وقيل عنه: "إنه يكسرها كسرة خفيفة ") ا. هـ

وذكر هنا " كسرة خفيفة "،، وقال في الإيضاح بعد ذكره مذهبي التسهيل والإبدال ياء ساكنة: إلا أن أصحاب أبي يعقوب استثنوا أداءا عن ورش موضعين من جملة الباب وذكرهما ثم قال: وحكوا عنه أن يحقق الأولي ويجعل الثانية ياء مكسورة فيهما خلاف نظائرهما كذا قرأت علي شيوخ المصريين)) ا. هـ

وقال في التخليص: فقرأتهما علي ابن غلبون وابن خاقان وأبي الفتح بجعل الهمزة الثانية ياء مكسورة بدلا من الهمزة ولفظ لي بها) ا. هـ

وقال الإمام الداني في التيسير: اعلم أنهما إذا اتفقتا بالكسر نحو: (هؤلاء إن كنتم) و (من النساء إلا) وشبهه فقنبل وورش يجعلان الثانية كالياء الساكنة، وأخذ على ابن خاقان لورش بجعل الثانية ياء مكسورة في البقرة في قوله عز وجل (هؤلاء إن كنتم) وفي النور (على البغاء إن أردن) فقط وذلك مشهور عن ورش في الأداء دون النص .... )) ا. هـ ص28

ومما سبق دل علي ما قاله ابن المجراد وجعله أربعة أوجه، وهذا الخلاف جاء لأجل أن هذا الوجه نقل أداءا، قال: "الداني في "الإيضاح" بعد ذكر استثناء شيوخه المذكورين وغيرهم لهذين الموضعين من سورة البقرة والنور: " ... ولا أعلم نصا جاء عنه ـ يعني عن ورش ـ بإخراج هذين الموضعين من جملة الباب، وإنما تلقاه الشيوخ عن ائمتهم تلقيا، وأخذوه عنهم أداء. قال:

"وروى أبو بكر بن سيف عن أبي يعقوب عن ورش في هذين الموضعين كسائر نظائرهما بتحقيق الأولى وجعل الثانية كأنها حرف مد، وهي في الحقيقة بين الهمزة والياء الساكنة، وقد قرأت أنا بذلك فيهما على ابن غلبون وأبي الفتح".

ثم وجه الداني في الإيضاح قائلا: ... فأما وجه الرواية الأخري التي جاءت عن طريق المصريين عن ورش في (هؤلاء إن كنتم) (على البغاء إن أردن) فإن همز الثانية لما أبدلت ياء محضة فلذلك حركت تحريكة خفيفة التي تستحقها في حالة التحقيق. قال وهذا من البدل الذي لا يجوز أن يقدم عليه إلا بالسماع من الثقات لخروجه عن القياس فلذلك سُيِّر إليه في هذين الموضعين فقط لعدالة من رواه فيهما ومكانه من الإتقان والضبط، وإلا فالرواية الأخري فيها أجود لأنها جارية علي القياس وذلك أن الأصل الهمز) ا. هـ

ومما سبق يظهر أن القراء اختلفوا في أداء هذين الموضعين، وأنّ جُلَّ القراء المصريين يأخذون بوجه (الياء المختلسة) وهم أصل قراءة ورش ـ رحمه الله ـ وأن غيرهم يأخذون بوجه الياء المكسورة كسرة محضة. والعمل الآن في مصرعلي الياء خفيفة الكسر تبعا لما نصه الشاطبي رحمه الله، حيث إن كتاب التيسير لم يصلنا إلا عن طريق الشاطبية. والله أعلم

والسلام عليكم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير