تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ ?، قال الحسن: كانوا يقرءون في كتاب الله الذي أتاهم: أن الدين الإسلام، وأن محمدًا رسول الله، وأن: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط كانوا برءاء من اليهودية والنصرانية، فشهدوا لله بذلك، وأقروا على أنفسهم، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك. وعن قتادة: قوله: ? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ ?. قال: الشهادة النبي ? مكتوب عندهم، وهو الذي كتموا.

وقوله تعالى: ? وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ? تهديد ووعيد. ? تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ?، أي: مضت ? لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ?، أي: لهم أعمالهم ولكم أعمالكم ? وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ?، كما قال تعالى: ? مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ?. والله أعلم.

* * *

http://dc246.4shared.com/img/312097761/288563f/022.png?sizeM=7

قوله عز وجل: ? سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (142) ?.

يقول تعالى: ? سَيَقُولُ السُّفَهَاء ?، أي: الجهال وهم: اليهود والمنافقون ? مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ ?، أيّ: شيء صرفهم وحوّلهم ? عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ? يعني: بيت المقدس.

قال ابن عباس: (لما هاجر رسول الله ? إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله ? بضعة عشر شهرًا، وكان رسول الله ? يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعوا الله وينظر إلى السماء، فأنزل الله عز وجل: ? فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ ? فارتاب من ذلك اليهود وقالوا: ? مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ?، فأنزل الله: ? قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ?.

وروى الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ? يعني في أهل الكتاب: «إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين».

قوله عز وجل: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) ?.

يقول تعالى: ? وَكَذَلِكَ ? كما هديناكم صراطًا مستقيمًا ? جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ?، أي: عدلاً خيارًا، كما قال تعالى: ? كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ?.

وقوله تعالى: ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ?، أي: على الأمم بتبليغ رسلهم. وروى الإمام أحمد وغيره عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: «يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلّغت؟ فيقول نعم، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم. فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. قال: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ? قال: والوسط العدل. فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم». رواه البخاري وغيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير