تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي رواية لأحمد: «يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجلان، وأكثر من ذلك، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلّغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلّغت قومك؟ فيقول نعم، فيقال: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيدعى محمد وأمته فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم، فيقال: وما أعلمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا، فذلك قوله عز وجل: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ? قال: عدلاً، ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ?.

وروى أحمد وغيره عن النبي ?: «يوشك أن تعلموا خياركم من شراركم». قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بالثناء الحسن، والثناء السيِّء، أنتم شهداء الله في الأرض».

وفي الحديث الآخر: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير، أدخله الله الجنة» قال: فقلنا: وثلاثة؟ قال: فقال: «وثلاثة» قال: فقلنا: واثنان؟ قال: «واثنان». ثم لم نسأله عن الواحد. رواه البخاري وغيره.

وقوله تعالى: ? وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ?،كما قال تعالى: ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً ? قال قتادة: ? لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ? أي: أن رسلهم قد بلغت قومها عن ربها ? وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ? على أنه قد بلغ رسالات ربه إلى أمته.

وقوله تعالى: ? وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ ? قال ابن كثير: (يقول تعالى: إنما شرعنا لك يا محمد التوجه أولاً إلى بيت المقدس، ثم صرفناك عنها إلى الكعبة، ليظهر حال من يتبعك ويطيعك، ويستقبل معك حيثما توجهت ? مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ?، أي: مرتدًا عن دينه، ? وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً ? أي: هذه الفعلة، وهو صرف التوجه عن بيت المقدس إلى الكعبة، أي: وإن كان هذا الأمر عظيمًا في النفوس، ? إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ ? قلوبهم وأيقنوا بتصديق الرسول، وإن كل ما جاء به فهو الحق الذي لا مرية فيه، وأن الله يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، فله أن يكلف عباده بما شاء وينسخ ما يشاء، وله الحكمة التامة والحجة البالغة في جميع ذلك). انتهى.

وقوله تعالى: ? وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ?، أي: صلاتكم إلى بيت المقدس. كما في الصحيح عن البراء قال: (مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس، فقال الناس: ما حالهم في ذلك؟ فأنزل الله: ? وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ?).

وقوله تعالى: ? إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ?، أي: فلا يضيع أجورهم، فإن الله أرحم بهم من والديهم.

قوله عز وجل: ? قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) ?.

قال ابن إسحاق: حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال: (كان رسول الله ? يصلي نحو بيت المقدس، ويكثر النظر إلى السماء، ينظر أمر الله، فأنزل الله: ? قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ? فقال رجال من المسلمين: وددنا لو علمنا من مات منا قبل أن نصرف إلى القبلة، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله: ? وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ?. وقال السفهاء من الناس، وهم من أهل الكتاب: ? مَا وَلاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا ? فأنزل الله: ? سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ ? إلى آخر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير