تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله تعالى: ? هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ?، قال ابن كثير: أي: هذا الذي وصفنا هو ضيافتهم عند ربهم يوم حسابهم، كما قال تعالى في حقّ المؤمنين: ? إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً ?. وقال البغوي: ? هَذَا نُزُلُهُمْ ?، يعني: ما ذكر من الزقّوم، والحميم: رزقهم وغذاؤهم، وما أعدّ لهم يوم الدين، يوم يجازون بأعمالهم؛ ثم احتجّ عليهم في البعث فقال تعالى: ? نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ ? قال مقاتل: خلقناكم ولم تكونوا شيئًا وأنتم تعلمون ذلك ? فَلَوْلَا ? فهلا ? تُصَدِّقُونَ ? بالبعث؟ ? أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ ? ما تصبّون في الأرحام من النطف ? أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ ?، يعني: أأنتم تخلقون ما تمنون بشرًا، ? أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ?؟ ? نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ? بمغلوبين عاجزين عن إهلاككم وإبدالكم بأمثالكم فذلك قوله عز وجل: ? عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ ? يعني: نأتي بخلق مثلكم بدلاً منكم. ? وَنُنشِئَكُمْ ? نخلقكم ? فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ? من الصور. وقال الحسن: أي: نبدّل صفاتكم فنجعلكم قردة وخنازير. ? وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى ? ولم تكونوا شيئًا ? فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ ? إني قادر على إعادتكم كما قدرت على إبدائكم.

536 A.mp3 (http://www.4shared.com/audio/4KswLv1u/536A.html)

http://dc193.4shared.com/img/302305975/fb4756a7/536A.png?sizeM=7

http://dc234.4shared.com/img/302305971/fc2a92be/536B.png?sizeM=7

536B.mp3 (http://www.4shared.com/audio/WBY_ITpu/536B.html)

قال البغوي: ? أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ ?، يعني: تثيرون من الأرض وتلقون فيها من البذور، ? أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ ? تنبتونه ? أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ? المنبتون؟ وعن حجر المنذريّ أنه كان إذا قرأ: ? أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ? وأمثالها ويقول: بل أنت يا رب. ? لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ?، قال الكسائي: هو تلهّف على ما فات، وهو من الأضداد. وقال ابن كثير: أي: لو جعلناه حطامًا لظلتم تفكّهون في المقالة، تنوّعون كلامكم فتقولون تارة: إنا لمغرمون، وتارة تقولون: بل نحن محرومون. قال البغوي: والغرام: العذاب. وقال الضحاك، وابن كيسان: غرمنا أموالنا وصار ما أنفقنا غرمًا علينا، والمغرم الذي ذهب ماله بغير عوض، وهو قوله: ? بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ? محدودن ممنوعون، أي: حُرِمْنا ما كنا نطلبه من الربح في الرزق. وقال ابن زيد: المزن: السحاب. وقال الحسن: ? أُجَاجاً ? مرًّا. وقال ابن عباس شديد الملوحة.

وعن قتادة: قوله: ? أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً ? للنار الكبرى. ذكر لنا أن نبيّ الله ? قال: «ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم». قالوا: يا نبي الله إن كانت لكافية. قال: «قد ضُربت بالماء ضربتين لينتفع بها بنو آدم ويدنوا منها». ? وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ?، قال: للمرمل المسافر. وعن مجاهد: ? وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ ? للمستمتعين: المسافر، والحاضر، لكلّ طعام لا يصلحه إلا النار. وقال ابن زيد: المقوي: الجائع.

وقوله تعالى: ? فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ?، قال ابن كثير: أي: الذي بقدرته خلق هذه الأشياء المختلفة المتضادة: الماء الزلال العذب البارد، ولو شاء جعله ملحًا أجاجًا كالبحار المغرقة، وخلق النار المحرقة وجعل ذلك مصلحة للعباد وجعل هذه منفعة لهم في معاش دنياهم وزجرًا لهم في المعاد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير