تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال جمهور المفسرين: هذا قسم من الله تعالى يقسم بما شاء من خلقه و (لا) مزيدة لتأكيد القسم. وعن مجاهد: قوله: ? بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ?، قال: في السماء؛ وهذه الآية كقوله: ? فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ?. وعن ابن عباس قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين بعد، وتلا هذه الآية: ? فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ?، قال: نزل متفرّقًا. وقال الحسن: أراد انكدار النجوم وانتثارها يوم القيامة.

وقال ابن كثير: وقوله: ? وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ?، أي: وإن هذا القسم الذي أقسمت به ? لَقَسَمٌ ? عظيم ? لَّوْ تَعْلَمُونَ ? عظمته لعظّمتم المقسم به عليه

يتبع ..

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[31 - 05 - 10, 01:38 م]ـ

القسم الثالث والرابع

? إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ?. قال البغوي: ? إِنَّهُ ? يعني: هذا الكتاب، وهو موضع القسم ? لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ? عزيز مكرّم لأنه كلام الله؛ قال بعض أهل المعاني: الكريم الذي من شأنه أن يعطي الخير الكثير. ? فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ? مصون عند الله في اللوح المحفوظ. وعن ابن عباس قال: إذا أراد الله أن ينزل كتابًا نسخته السفرة فـ ? لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ? يعني: الملائكة. وعن قتادة: قوله: ? لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ? ذاكم عند ربّ العالمين، فأما عندكم فيمسّه المشرك النجس والمنافق الرجس. وفي الموطّأ أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله ? لعمرو بن حزم: «أن لا يمسّ القرآن إلا طاهر».

وعن جابر بن زيد في قوله: ? تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ?، قال: القرآن ينزل من ذلك الكتاب. وقال الضحاك: زعموا أن الشياطين تنزّلت به على محمد، فأخبرهم الله أنها لا تقدر على ذلك وما تستطيعه، وما ينبغي لهم أن ينزلوا بهذا وهو محجوب عنهم، وقرأ قول الله: ? وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ?.

قلت: وهذا كقوله تعالى: ? فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ?. وعن ابن عباس: قوله: ? أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ?، يقول: مكذّبون غير مصدّقين ? وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ ?، يقول: شكركم ? أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ?، وقال الحسن في هذه الآية: خسر عبد لا يكون حظّه من كتاب الله إلا التكذيب. وعن ابن عباس أنه كان يقرأ: ? وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ?، ثم قال: ما مطر الناس ليلة قطّ إلا أصبح بعض الناس مشركين يقولون: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كذا وكذا. وفي الصحيحين عن زيد بن خالد الجهني قال: صلّى بنا رسول الله ? صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم»؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مُطِرْنَا بَنَوْءِ كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب».

قال ابن كثير: يقول تعالى:? فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ ? الروح ? الْحُلْقُومَ ? أي: الحلق ? وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ? أي: إلى المحتضَر وما يكابده من سكرات الموت ? وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ ? أي: بملائكتنا ? وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ ? أي: ولكن لا ترونهم، كما قال تعالى: ? وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ * ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ?. وعن ابن عباس قوله: ? فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ? يقول: غير محاسَبين. وقال ابن زيد في قوله: ? تَرْجِعُونَهَا ? قال: لتلك النفس ? إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ? قال البغوي: أي: تردّون نفس هذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير