وقوله تعالى: ? اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? فيه إشارة إلى أن الله تعالى يليّن القلوب بعد قسوتها برحمته كما يحيي الأرض بعد جدبها ? إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ ? أي: المتصدّقين والمتصدّقات ? وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ? بالصدقة والنفقة في سبيل الله عز وجل ? يُضَاعَفُ لَهُمْ ? ذلك القرض ? وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ? ثواب حسن وهو الجنة ?
يتبع ...
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 06 - 10, 10:20 م]ـ
المقرر السابق كان ليوم الثلاثاء
وهذا مقرر الاربعاء
الأربعاء
02/ 06/2010
الصفحة 540
والصفحة 541
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[02 - 06 - 10, 10:22 م]ـ
صفحة 540
? وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ? قال مجاهد: كلّ من آمن بالله ورسله فهو صدّيق، وتلا هذه الآية. وعن ابن عباس في قوله: ? وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ?، قال: هذه مفصولة. قال ابن كثير: وقوله تعالى: ? وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ ? أي: في جنات النعيم، كما جاء في الصحيحين: «إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع عليهم ربك إطّلاعه فقال: ماذا تريدون؟ فقالوا: نحبّ أن تردّنا إلى الدار الدنيا فنقاتل فيك فنُقتَل كما قُتلنا أوّل مرّة، فقال: إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون».
وقوله تعالى: ? لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ?، أي: لهم عند الله أجر جزيل ونور عظيم، ? يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ? وهم في ذلك يتفاوتون بحسب ما كانوا في الدار الدنيا من الأعمال.
وقوله تعالى: ? وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ? لما ذكر السعداء ومآلهم، عطف بذكر الأشقياء وبيّن حالهم. والله المستعان.
قال البغوي: قوله عز وجل: ? اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ?، أي: أن الحياة في هذه الدار، ? لَعِبٌ ? باطل لا حاصل له، ? وَلَهْوٌ ? فرح ثم ينقضي، ? وَزِينَة ? منظر تتزيّنون به، ? وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ ? يفخر به بعضكم على بعض، ? وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ ?، أي: مباهاة بكثرة الأموال والأولاد، ثم ضرب لها مثلاً فقال: ? كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ?، أي: الزرّاع ? نَبَاتُهُ ? ما نبت من ذلك الغيث ? ثُمَّ يَهِيجُ ? ييبس، ? فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ? بعد خضرته ونضرته، ? ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ? يتحطّم ويتكسّر بعد يبسه ويفنى، ? وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ ?، قال مقاتل: لأعداء الله، ? وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ? لأوليائه وأهل طاعته، ? وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ?، قال سعيد بن جبير: ? مَتَاعُ الْغُرُورِ ? لمن لم يشتغل فيها بطلب الآخرة، ومن اشتغل بها فله: ? مَتَاعُ ? بلاغ إلى ما هو خير منه.
وقال في جامع البيان: ? أَعْجَبَ الْكُفَّارَ ? الزرّاع، أو الكافرون، فإنهم أشدّ إعجابًا بخضرة الدنيا، ولم يذكر ابن جرير غير الثاني؛ وقال بعض المفسرين: ومعنى إعجاب الكفار: أنهم جحدوا نعمة الله فيه بعد أن راق في نظرهم، فبعث الله عليهم العاهة فصيّره كَلا شيء، ومن جعل الكفّار بمعنى الزرّاع فظاهر. قاله ابن مسعود.
وقال ابن كثير: يقول تعالى موهنًا أمر الحياة الدنيا ومحقّرًا لها: ? أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ?، أي: إنما حاصل أمرها عند أهلها هذا، كما قال تعالى: ? زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ?.
¥