وعن أبي صالح قال: ? قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ?، قال: دعا موسى وأمّن هارون. قال ابن عباس: ? فَاسْتَقِيمَا ? فامضيا لأمري وهي الاستقامة، ? وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ?، قال ابن جريج: يقولون: إن فرعون مكث بعد هذه الآية أربعين سنة.
http://dc212.4shared.com/img/345958152/83fab481/219.png?sizeM=7
قوله عز وجل: ? وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) ?.
قال عبد الله بن شداد: (اجتمع يعقوب وبنوه إلى يوسف، وهم اثنان وسبعون، وخرجوا مع موسى من مصر حين خرجوا وهم ستمائة ألف، فلما أدركهم فرعون فرأوه قالوا: يا موسى أين المخرج؟ فقد أدركنا، قد كنا نلقى من فرعون البلاء؛ أوحى الله إلى موسى: ? أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ? ويبس لهم البحر، وكشف الله عن وجه الأرض، وخرج فرعون على فرس حصان أدهم، وكانت تحت جبريل عليه السلام فرس وديق، وميكائيل يسوقهم، لا يشذّ رجل منهم إلا ضمه إلى الناس، فلما خرج آخر بني إسرائيل دنا منه جبريل ولصق به، فوجد الحصان ريح الأنثى، فلم يملك فرعون من أمره شيئًا وقال: أقدموا فليس القوم أحق بالبحر منكم، ثم أتبعهم فرعون حتى إذا همّ أوّلُهم أن يخرجوا ارتطم ونادى فيها: ? آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? ونودي: ? آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ?؟.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله ?: «لما قال فرعون: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمن به بنو إسرائيل، قال: قال لي جبريل: لو رأيتني وقد أخذت من حال البحر فدسسته في فيه، مخافة أن تناله الرحمة». رواه أحمد وغير، وعن قيس بن عباد وغيره قال: قالت بنو إسرائيل لموسى: إنه لم يمت فرعون، قال: فأخرجه الله إليهم ينظرون إليه مثل الثور الأحمر. وقال قتادة: لما أغرق الله فرعون لم تصدق طائفة من الناس بذلك، فأخرجه الله آية وعظة. والله أعلم.
عن الضحاك: ? مُبَوَّأَ صِدْقٍ ? قال: منازل صدق: مصر، والشام. وقال قتادة: بوّأهم الله الشام وبيت المقدس.
قال ابن كثير: وقوله: ? فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ ?، أي: ما اختلفوا في شيء من المسائل إلا من بعد ما جاءهم العلم، أي: ولم يكن لهم أن يختلفوا وقد بيّن الله لهم وأزال عنهم اللبس وقد ورد في الحديث: «أن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن النصارى اختلفوا على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة، منها واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار»، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي». رواه الحاكم في مستدركه بهذا اللفظ، وهو في السنن والمسانيد؛ ولهذا قال الله تعالى: ? إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ?.
وقال الضحاك في قوله تعالى: ? فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ?، يعني: أهل التقوى وأهل اليمان من أهل الكتاب ممن أدرك النبي ?. وقال قتادة: بلغنا أن نبي الله ? قال: «لا أشكّ ولا أسأل».
قال ابن كثير: وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم ? موجودة في الكتب المتقدمة.
وعن مجاهد في قوله: ? إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ ? قال: حقّ عليهم سخط الله بما عصوه.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 10:10 ص]ـ
الجمعة.-------> 30/ 07/2010.-------> الصفحة 220.-------> والصفحة 221
¥