http://dc226.4shared.com/img/345958228/2e287501/220.png?sizeM=7
وعن ابن عباس: قوله: ? فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ?، يقول: لم تكن قرية آمنت ينفعها الإيمان إذا نزل بها بأس الله إلا قرية يونس. وعن سعيد بن جبير قال: لما أرسل يونس إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام وترك ما هم عليه، قال: فدعاهم فأبوا، فقيل له: أخبرهم أن العذاب مصبّحهم فقالوا: إنا لم نجرب عليه كذبًا، فانظروا فإن بات فيكم فليس بشيء، وإن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبّحكم. فلما كان في جوف الليل أخذ مخلاته فتزوّد فيها شيئًا ثم خرج، فلما أصبحوا تغشّاهم العذاب كما يتغشّى الإنسان الثوب في القبر، ففرقوا بين الإنسان وولده، وبين البهيمة وولدها، ثم عجّوا إلى الله فقالوا: آمنا بما جاء به يونس وصدّقنا، فكشف الله عنهم العذاب، فخرج يونس ينظر العذاب فلم ير شيئًا. قال جربّوا عليّ كذبًا، فذهب مغاضبًا لربه حتى أتى البحر.
قوله عز وجل: ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (100) قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) ?.
عن ابن عباس: قوله: ? وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ?. ? وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ? ونحو هذا في القرآن، فإن رسول الله ? كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويتابعوه على الهدى، فأخبره أنه لا يؤمن من قومه إلا من قد سبق له من الله السعادة في الذكر الأول، ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاوة في الذكر الأول.
وعن قتادة: قوله: ? فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ ? يقول: وقائع الله في الذين خلو من قبلهم: قوم نوح، وعاد، وثمود. وقال الربيع: خوّفهم عذابه ونقمته وعقوبته
http://dc244.4shared.com/img/345957803/de385b8b/221.png?sizeM=7
قال ابن جرير في تفسير قوله تعالى: ? وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ ?، يقول تعالى ذكره: ولا تدع يا محمد من دون معبودك وخالقك شيئًا لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يضرك في دين ولا دنيا، يعني: الآلهة والأصنام يقول: لا تعبدها راجيًا نفعها وخائفًا ضرها، فإنها لا تنفع ولا تضر، فإن فعلت ذلك فدعوتها من دون الله، ? فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ ?، يقول: من المشركين بالله الظالم لنفسه.
وقال ابن كثير: ? وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ?، أي: وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين به، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى.
وقوله: ? وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ ?، أي: تمسك بما أنزل الله عليك وأوحاه إليك، ? وَاصْبِرْ ? على مخالفة من خالفك من الناس، ? حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ ?، أي: يفتح بينك وبينهم ? وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ? أي: خير الفاتحين بعدله وحكمته. والله أعلم.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[23 - 07 - 10, 10:12 ص]ـ
[سورة هود]
مكية، وهي مائة وثلاث وعشون آية
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر: يا رسول الله قد شبت! قال: «شيّبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت». رواه الترمذي. وفي رواية: «شيبتني هود وأخواتها».
عن الحسن في قوله: ? كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ? قال: أحكمت بالأمر والنّهي، وفصّلت بالثواب والعقاب. وقال قتادة: أحكمها الله من الباطل، ثم فصلّها بعلمه فبيّن حلاله وحرامه، وطاعته، ومعصيته.
وعن مجاهد: ? يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ?، قال: الموت ? وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ?، قال: ما احتسب به من ماله، أو عمل بيده، أو رجله، أو كَلِمه، أو ما تطوع به من أمره كله.
وقوله تعالى:? أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ ?. قال مجاهد: يثنون صدورهم شكًّا وامتراءً في الحق ? لِيَسْتَخْفُواْ ? من الله إن استطاعوا. وعن ابن عباس: ? أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ ?، يقول: يكتمون ما في قلوبهم ? أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ ? ما عملوا بالليل والنهار. وعن الحسن في قوله: ? أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ ?، قال: من جهالتهم به؛ قال الله: ? أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ ? في ظلمة الليل في أجواف بيوتهم، يعلم تلك الساعة، ? مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ?.