تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في فهم القرآن، في فهم ألفاظه يكون بيد طالب العلم "توفيق الرحمن لدروس القرآن: للشيخ فيصل المبارك" هذا التفسير على اختصاره هو مختصر جداً، مختصر من ابن جرير والبغوي وابن كثير، وهو على منهج السلف -مختصر جداً- فجعل القرآن على ثلاثمائة وخمسين درس بقدر أيام السنة، وأيضاً يستفاد في فهم معاني القرآن من تفسير الشيخ ابن سعدي -رحم الله الجميع-، هذه التفاسير المختصرة تجعل طالب العلم لا يتشتت، فيرجع في غريب القرآن إلى السجستاني، ويرجع -أيضاً- إلى تفسير الشيخ فيصل بن مبارك، ويرجع أيضاً إلى تفسير ابن سعدي في هذه المرحلة، ومع ذلك يفيد من كتب علوم القرآن: يستفيد من كتب علوم القرآن، وكتب علوم القرآن التي ألفت على طريقة المتون تفيد طالب العلم في مرحلته الأولى منها "رسالة للسيوطي" جيدة في هذا الباب، وكذلك منظومة "الزمزمي": هي نضم لهذه الرسالة، والرسالة مأخوذة -مستلة- من كتاب للسيوطي اسمه: "النقاية".

وهذه الكتب موجودة ومتداولة ومشروحة، لها شروح مسجلة ومطبوعة –أيضاً- فيفاد منها، ومع ذلك يحتاج إلى فهم المشكل من معاني القرآن.

ولابن قتيبة كتاب اسمه: "تأويل المشكل"، لكن أنا عندي أن مشكل القرآن يؤجل إلى المرحلة الثانية، يكفي أن نفهم ونعنى بألفاظ القرآن بحيث لا يشكل علينا لفظ، وأما المشكل والاستنباط من القرآن واستخراج درر القرآن وعجائب القرآن هذه مرحلة لاحقة، تلي هذه المرحلة.

فإذا أكمل القرآن على هذه الطريقة -حفظ القرآن- ونظر في ألفاظه ورجع في ما يشكل عليه إلى كتب الغريب، غريب القرآن، وهذه التفاسير المختصرة إذا أنهى القرآن على هذه الطريقة لا شك أنه يخرج بفائدة عظيمة، وقد يطلب العلم سنين عديدة، ثم تسأله عن لفظة غريبة في القرآن فلا يجد الجواب، لكن إذا عنى به من أول الأمر سهل عليه.

بعد هذا إذا تعدى هذه المرحلة يعنى بتفسير الإمام الحافظ ابن كثير- تفسير ابن كثير- ويكون مع ذلك نظر في العلوم الأخرى على ما سيأتي، تفسير ابن كثير، كثير من الناس يقول: قرأت تفسير ابن كثير لما انتهيت ما عندي شيء، نقول إذا كانت الحافظة لا تسعفك فاختصر التفسير، اختصره بنفسك، تفسير ابن كثير له مختصرات موجودة ومتداولة ومتعددة؟ نقول: يا أخي لا تعتمد ولا تعول على المختصرات؛ لأن العلم إنما يثبت بالمعاناة فاختصر تفسير ابن كثير؛ لأنك الآن عندك شيء من الأهلية، عنده أرضية -كما يقولون-، فإذا اختصرت تفسير ابن كثير وعرضته على من تثق بعلمه وسدد لك هذا المختصر بعد الرجوع إلى أصله، لا شك أنك إذا انتهيت عندك رصيد كبير مما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- من الأحاديث والآثار والتوجيهات للأقوال والاستنباط والفقه.

إذا ارتفعت درجة وأردت أن تنظر وتجمع بين التفسير بالأثر الذي عليه المعول والتفسير بالرأي -كتب التفسير التي تعنى بالصناعة اللفظية- فتجمع بين تفسير البغوي بعد ابن كثير أو الطبري مع تفسير أبي السعود لعنايته بالمباحث البلاغية، وتفسير أبي حيان لعنايته بالمباحث النحوية والصرفية، وغيرهما من التفاسير.

لكن قد يقول قائل: العمر لا يستوعب إذا كان هذا فن واحد ونحتاج إلى هذه الكتب؟ نقول: نعم، تحتاج إلى هذه الكتب، وبعض طلاب العلم قد تتقدم به السن ويتسلم المناصب، ويسود على غيره ويتصدر لتعليم الناس وإرشاد الناس ووعظهم وتوجيههم ولو تسأله هل قرأت تفسيراً كاملاً؟ يقول لك: ما قرأت تفسيراً كاملاً.

فإذا اختصر تفسير ابن كثير وانتهى منه ثم اِرتقى إلى البغوي والطبري ثم نظر في كتب التفاسير الأخرى المتنوعة الفنون ممن يعنى بالعلوم الأخرى المعينة على فهم القرآن كفروع علوم اللغة من نحو وصرف ومعاني وبيان وبديع وإعجاز وغير ذلك.

وأيضاً: ينظر في كتب أحكام القرآن، كتب أحكام القرآن موجودة -مع الأسف أنها موجودة على المذاهب عدا المذهب الحنبلي- الآن المتداول بين الناس، فتجد أحكام القرآن لابن العربي على مذهب مالك، إلكيا الطبري الراسي على مذهب الشافعي، الجصاص على مذهب أبي حنيفة.

لا مانع أن يتخذ على طالب العلم آلية تعينه على فهم هذه الكتب فينظر في آيات الأحكام ويراجع لها هذا الكتب، ويثبت المذاهب الثلاثة من هذه الكتب، ثم بعد ذلك يأتي بالمذهب الحنبلي من كتب الفقه الحنبلي فيسدد هذا النقص.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير