تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- كان (وقد نقل أكثر هذا الباب ابن حجر في فتح الباري 13/ 410 في توحيد): عبارة عما مضى من الزمان، وفي كثير من وصف الله تعالى تنبئ عن معنى الأزلية، قال: {وكان الله بكل شيء عليما} [الأحزاب/40]، {وكان الله على كل شيء قديرا} [الأحزاب/27] وما استعمل منه في جنس الشيء متعلقا بوصف له هو موجود فيه فتنبيه على أن ذلك الوصف لازم له، قليل الانفكاك منه. نحو قوله في الإنسان: {وكان الإنسان كفورا} [الإسراء /67]، {وكان الإنسان قتورا} [الإسراء/100]، {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} [الكهف/54] فذلك تنبيه على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك منه، وقوله في وصف الشيطان: {وكان الشيطان للإنسان خذولا} [الفرقان/ 29]، {وكان الشيطان لربه كفورا} [الإسراء/27]. وإذا استعمل في الزمان الماضي فقد يجوز أن يكون المستعمل فيه بقي على حالته كما تقدم ذكره آنفا، ويجوز أن يكون قد تغير نحو: كان فلان كذا ثم صار كذا. ولا فرق بين أن يكون الزمان المستعمل فيه كان قد تقدم تقدما كثيرا، نحو أن تقول: كان في أول ما أوجد الله تعالى، وبين أن يكون في زمان قد تقدم بآن واحد عن الوقت الذي استعملت فيه كان، نحو أن تقول: كان آدم كذا، وبين أن يقال: كان زيد ههنا، ويكون بينك وبين ذلك الزمان أدنى وقت، ولهذا صح أن يقال: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا} [مريم/29] فأشار بكان أن عيسى وحالته التي شاهده عليها قبيل. وليس قول من قال: هذا إشارة إلى الحال بشيء؛ لأن ذلك إشارة إلى ما تقدم، لكن إلى زمان يقرب من زمان قولهم هذا. وقوله: {كنتم خير أمة} [آل عمران/110] فقد قيل: معنى كنتم معنى الحال (قال القرطبي: وقيل: (كان) زائدة، والمعنى: أنتم خير أمة. وأنشد سيبويه:

وجيران لنا كانوا كرام

ومثله قوله تعالى: {كيف نكلم من كان في المهد صبيا}، وقوله: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم}.

انظر: تفسير القرطبي 4/ 170 - 171)، وليس ذلك بشيء بل إنما ذلك إشارة إلى أنكم كنتم كذلك في تقدير الله تعالى وحكمه، وقوله: {وإن كان ذو عسرة} [البقرة/280] فقد قيل: معناه: حصل ووقع، والكون يستعمله بعض الناس في استحالة جوهر إلى ما هو دونه، وكثير من المتكلمين يستعملونه في معنى الإبداع. وكينونة عند بعض النحويين فعلولة، وأصله: كونونة، وكرهوا الضمة والواو فقلبوا، وعند سيبويه (الكتاب 4/ 365) كيونونة على وزن فيعلولة، ثم أدغم فصار كينونة، ثم حذف فصار كينونة، كقولهم في ميت: ميت. وأصل ميت: ميوت، ولم يقولوا كينونة على الأصل، كما قالوا: ميت؛ لثقل لفظها. و (المكان) قيل أصله من: كان يكون، فلما كثر في كلامهم توهمت الميم أصلية فقيل: تمكن كما قيل في المسكين: تمسكن، واستكان فلان: تضرع وكأنه سكن وترك الدعة لضراعته. قال تعالى: {فما استكانوا لربهم} [المؤمنون/76].

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:09 م]ـ

تراب

التراب معروف، قال تعالى: {أئذا كنا ترابا} [الرعد/5]، وقال تعالى: {خلقكم من تراب} [فاطر/11]، {يا ليتني كنت ترابا} [النبأ/40]. وترب: افتقر، كأنه لصق بالتراب، قال تعالى: {أو مسكينا ذا متربة} [البلد/16]، أي: ذا لصوق بالتراب لفقره. وأترب: استغنى، كأنه صار له المال بقدر التراب، والترباء: الأرض نفسها، والتيرب واحد التيارب، والتورب والتوراب: التراب، وريح تربة: تأتي بالتراب، ومنه قوله عليه السلام: (عليك بذات الدين تربت يداك) (الحديث صحيح متفق على صحته برواية: (فاظفر بذات الدين تربت يداك). وهو في فتح الباري 9/ 115؛ ومسلم (1466)؛ وشرح السنة 9/ 8) تنبيها على أنه لا يفوتنك ذات الدين، فلا يحصل لك ما ترومه فتفتقر من حيث لا تشعر.

وبارح ترب (قال ابن منظور: البوارح: الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهبوات، واحدها: بارح): ريح فيها تراب، والترائب: ضلوع الصدر، الواحدة: تريبة. قال تعالى: {يخرج من بين الصلب والترائب} [الطارق/7] / وقوله: {أبكارا ... عربا أتراب} [الواقعة/36 - 37]، {وكواعب أترابا} [النبأ/33]، {وعندهم قاصرات الطرف أتراب} [ص/52]، أي: لدات، تنشأن معا تشبيها في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر، أو لوقوعهن معا على الأرض، وقيل: لأنهن في حال الصبا يلعبن بالتراب معا.

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:17 م]ـ

عظم

- العظم جمعه: عظام. قال تعالى: {عظاما فكسونا العظام لحما} [المؤمنون/ 14]، وقرئ: {عظما} (وهي قراءة ابن عامر الشامي، وشعبة عن عاصم. انظر: إرشاد المبتدي ص 453) فيهما، ومنه قيل: عظمة الذراع لمستغلظها، وعظم الرحل: خشبة بلا انساع (الأنساع جمع نسع، وهو سير يضفر على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال. انظر: اللسان (لسع) وعظم الشيء أصله: كبر عظمه، ثم استعير لكل كبير، فأجري مجراه محسوسا كان أو معقولا، عينا كان أو معنى. قال: {عذاب يوم عظيم} [الزمر/13]، {قل هو نبأ عظيم} [ص/67]،: {عم يتساءلون * عن النبإ العظيم} [عم/1 - 2]، {من القريتين عظيم} [الزخرف/31]. والعظيم إذا استعمل في الأعيان فأصله: أن يقال في الأجزاء المتصلة، والكثير يقال في المنفصلة، ثم قد يقال في المنفصل عظيم، نحو: جيش عظيم، ومال عظيم، وذلك في معنى الكثير، والعظيمة: النازلة، والإعظامة والعظامة: شبه وسادة تعظم بها المرأة عجيزتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير