ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:22 م]ـ
رجع
- الرجوع: العود إلى ما كان منه البدء، أو تقدير البدء مكانا كان أو فعلا، أو قولا، وبذاته كان رجوعه، أو بجزء من أجزائه، أو بفعل من أفعاله. فالرجوع: العود، والرجع: الإعادة، والرجعة والرجعة في الطلاق، وفي العود إلى الدنيا بعد الممات، ويقال: فلان يؤمن بالرجعة. والرجاع: مختص برجوع الطير بعد قطاعها (انظر: المجمل 2/ 422). فمن الرجوع قوله تعالى: {لئن رجعنا إلى المدينة} [المنافقون/8]، {فلما رجعوا إلى أبيهم} [يوسف/63]، {ولما رجع موسى إلى قومه} [الأعراف/150]، {وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا} [النور/28]، ويقال: رجعت عن كذا رجعا، ورجعت الجواب (قال ابن منظور: ورجعان الكتاب: جوابه، يقال: رجع إلي الجواب يرجع رجعا ورجعانا. انظر: اللسان (رجع)) نحو قوله: {فإن رجعك الله إلى طائفة منهم} [التوبة/83]، وقوله: {إلى الله مرجعكم} [المائدة/48]، وقوله: {إن إلى ربك الرجعى} [العلق/8]، وقوله تعالى: {ثم إليه مرجعكم} [الأنعام/164]، يصح أن يكون من الرجوع، كقوله: {ثم إليه ترجعون} (سورة البقرة: آية 28، وهي قراءة يعقوب، وما جاء منه إذا كان من رجوع الآخرة بفتح حروف المضارعة وكسر الجيم. راجع: إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي ص 215)، ويصح أن يكون من الرجع، كقوله: {ثم إليه ترجعون} (وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم وأبي جعفر. وانظر: الإتحاف ص 131؛ والآية رقمها 281 من سورة البقرة)، وقد قرئ: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} (سورة البقرة: آية 281.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:25 م]ـ
بعد
- البعد: ضد القرب، وليس لهما حد محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: {ضلوا ضلالا بعيدا} [النساء/167]، وقوله عز وجل: {أولئك ينادون من مكان بعيد} [فصلت /44]، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، {وما هي من الظالمين ببعيد} [هود/83]، وبعد: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو: {بعدت ثمود} [هود/95]، وقد قال النابغة:
*في الأدنى وفي البعد *
(تمام البيت:
*فتلك تبلغني النعمان إن له ** فضلا على الناس في الأدنى وفي البعد*
وهو للنابغة الذبياني من معلقته، انظر ديوانه ص 33؛ وشرح المعلقات للنحاس 2/ 166)
والبعد والبعد يقال فيه وفي ضد القرب، قال تعالى: {فبعدا للقوم الظالمين} [المؤمنون/41]، {فبعدا لقوم لا يؤمنون} [المؤمنون/44]، وقوله تعالى: {بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد} [سبأ/8]، أي: الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضل عن محجة الطريق بعدا متناهيا، فلا يكاد يرجى له العود إليها، وقوله عز وجل: {وما قوم لوط منكم ببعيد} [هود/89]، أي: تقاربونهم في الضلال، فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.
(بعد): يقال في مقابلة قبل، ونستوفي أنواعه في باب (قبل) إن شاء الله تعالى.
ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:28 م]ـ
قدد
- القد: قطع الشيء طولا. قال تعالى: {إن كان قميصه قد من قبل} [يوسف/ 26]، {وإن كان قميصه قد من دبر} [يوسف/27]. والقد: المقدود، ومنه قيل لقامة الإنسان: قد، كقولك: تقطيعه (قال ابن منظور: وإنه لحسن التقطيع: أي: القد، ويقال: فلان قطيع فلان، أي: شبيهه في قده وخلقه، وجمعه أقطعاء. انظر: اللسان (قطع) 8/ 282)، وقددت اللحم فهو قديد، والقدد: الطرائق. قال: {طرائق قددا} [الجن/11]، الواحدة: قدة، والقدة: الفرقة من الناس، والقدة كالقطعة، واقتد الأمر: دبره، كقولك: فصله وصرمه.
و (قد): حرف يختص بالفعل، والنحويون يقولون: هو للتوقع. وحقيقته أنه إذا دخل على فعل ماض فإنما يدخل على كل فعل متجدد، نحو قوله: {قد من الله علينا} [يوسف/90]، {قد كان لكم آية في فئتين} [آل عمران/13]، {قد سمع الله} [المجادلة/1]، {لقد رضي الله عن المؤمنين} [الفتح/18]، {لقد تاب الله على النبي} [التوبة/117]، وغير ذلك، ولما قلت لا يصح أن يستعمل في أوصاف الله تعالى الذاتية، فيقال: قد كان الله عليما حكيما، وأما قوله: {علم أن سيكون منكم مرضى} [المزمل/20]، فإن ذلك متناول للمرض في المعنى، كما أن النفي في قولك: ما علم الله زيدا يخرج، هو للخروج، وتقدير ذلك: قد يمرضون فيما علم الله، وما يخرج زيد فيما
¥