تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(3 و 4) التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور

3 - معرفة تصريف الكلمة في أصلها وإدراك هذا الفن بالرجوع إلى كتب الصرف ككتاب شذى العرف في معرفة الصرف، ومن الكتب التفسيرية المهتمة بهذا كتاب ابن عاشور المسمى التحرير والتنوير.

4 - اشتقاق الكلمة ومعرفة ذلك مما يعين على فهم المراد منها، وهذا في تفسير التحرير والتنوير أوضح من غيره وكذا كتاب البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.

ـ[ابو فراس المهندس]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:42 م]ـ

مقدمة السورة

سورة ق

سميت في عصر الصحابة سورة ق (يُنطق بحروف: قاف، بقاف، وألف، وفاء).

فقد روى مسلم عن قطبة بن مالك (أن النبيء (صلى الله عليه وسلم) قرأ في صلاة الصبح سورة) ق والقرآن المجيد ((ق: 1). وربما قال: (ق (يعني في الركعة الأولى. وروى مسلم عن أم هشام بنت حَارثة بن النعمان (ما أخذتُ) ق والقرآن المجيد (إلا عن لسان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرؤها كلَّ يوم على المِنْبِر إذ خطب الناس). وروى مسلم عن جابر بن سمرة (أن النبيء (صلى الله عليه وسلم) كان يقرأ في الفجر ب) قاف والقرآن المجيد (، هكذا رُسم قاف ثلاث أحرف، وقوله: في الفجر يعني به صلاة الصبح لأنها التي يصليها في المسجد في الجماعة فأما نافلة الفجر فكان يصليها في بيته. وفي (الموطأ) ومسلم (أن عمر بن الخطاب سَأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الأضحى والفِطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما ب) قاف (هكذا رسم قاف ثلاثة أحرف مثل ما رسم حديث جابر بن سمرة و) القرآن المجيد (و) اقتربت الساعة وانشق القمر ((القمر: 1).

وهي من السور التي سميت بأسماء الحروف الواقعة في ابتدائها مثل طه وص وق ويس لانفراد كل سورة منها بعدد الحروف الواقعة في أوائلها بحيث إذا دُعيت بها لا تلتبس بسورة أخرى. وفي (الإتقان) أنها تسمّى سورة البَاسِقَات هكذا بلام التعريف، ولم يعزه لقائل والوجه أن تكون تسميتها هذه على اعتبار وصف لموصوف محذوف، أي سورة النخل الباسقات إشارة إلى قوله: (النخل باسقات لها طلع نضير ((ق: 10). وهذه السورة مكية كلها قال ابن عطية: بإجماع من المتأولين.

وفي (تفسير القرطبي) و (الإتقان) عن ابن عباس وقتادة والضحاك: استثناء آية) ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسّنا من لغوب ((ق: 38) أنها نزلت في اليهود، يعني في الرد عليهم إذ قالوا: إن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت، يعني أن مقالة اليهود سُمعت بالمدينة، يعني: وألحقت بهذه السورة لمناسبة موقعها. وهذا المعنى وإن كان معنى دقيقاً في الآية فليس بالذي يقتضي أن يكون نزول الآية في المدينة فإن الله علم ذلك فأوحى به إلى رسوله (صلى الله عليه وسلم) على أن بعض آراء اليهود كان مما يتحدث به أهل مكة قبل الإسلام يتلقونه تلقي القِصص والأخبار. وكانوا بعد البعثة يسألون اليهود عن أمر النبوءة والأنبياء، على أن إرادة الله إبطال أوهام اليهود لا تقتضي أن يؤخر إبطالها إلى سماعها بل قد يجيء ما يبطلها قبل فشوّها في الناس كما في قوله تعالى: (وما قدروا الله حَقّ قدره والأرضُ جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ((الزمر: 67) فإنها نزلت بمكة. وورد أن النبيء (صلى الله عليه وسلم) أتاه بعض أحبار اليهود فقال: إن الله يضع السماوات على أصبع والأرضين على إصبع والبحار على أصبع والجبال على إصبع ثم يقول (أنا الملك أينَ ملوك الأرض) فتلا النبيء (صلى الله عليه وسلم) الآية. والمقصود من تلاوتها هو قوله: (وما قدروا الله حقّ قدره). والإيماء إلى سوء فهم اليهود صفات الله.

وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة المرسلات وقبل سورة) لا أقسم بهذا البلد ((البلد: 1).

وقد أجمع العادّون على عد آيها خمسا وأربعين.

أغراضها السورة

أولها: التنويه بشأن القرآن.

ثانيها: أنهم كذبوا الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأنه من البشر،

وثالثها: الاستدلال على إثبات البعث وأنه ليس بأعظم من ابتداء خلق السماوات وما فيها وخلق الأرض وما عليها، ونشأة النبات والثمار من ماء السماء وأن ذلك مثل للإحياء بعد الموت.

الرابع: تنظير المشركين في تكذيبهم بالرسالة والبعث ببعض الأمم الخالية المعلومة لديهم، ووعيد هؤلاء أن يحل بهم ما حل بأولئك.

الخامس: الوعيد بعذاب الآخرة ابتداءً من وقت احْتضار الواحد، وذكر هول يوم الحساب.

السادس: وعد المؤمنين بنعيم الآخرة.

السابع: تسلية النبيء (صلى الله عليه وسلم) على تكذيبهم إياه وأمره بالإقبال على طاعة ربه وإرجاء أمر المكذبين إلى يوم القيامة وأن الله لو شاء لأخذهم من الآن ولكن حكمة الله قضت بإرجائهم وأن النبيء (صلى الله عليه وسلم) لم يكلف بأن يكرههم على الإسلام وإنما أمر بالتذكير بالقرآن.

الثامن: الثناء على المؤمنين بالبعث بأنهم الذين يتذكرون بالقرآن.

التاسع: إحاطة علم الله تعالى بخفيات الأشياء وخواطر النفوس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير