تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما سؤالك عن الدليل يرحمك الله فأنا ما قلت الذي قلت من عندي حتى تطالبني أنا إنما هو قول أئمة أعلام

لك أن ترجع إلى كتبهم فتنظر في أقاويلهم بأدلتها

ومع ذلك فإني إن شاء الله تعالى أنقل لك بعض كلامهم

يقول ابن القيم في جلاء الأفهام - (1/ 372)

فصل

الموطن السادس من مواطن الصلاة عليه الصلاة عليه بعد اجابة المؤذن وعند الاقامة

لما روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه سمع رسول الله يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وارجو أن اكون انا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة

وقال الحسن بن عرفة حدثني محمد بن يزيد الواسطي عن العوام بن حوشب عن منصور بن زادان عن الحسن قال من قال مثل ما يقول المؤذن فإذا قال المؤذن قد قامت الصلاة قال اللهم رب هذه الدعوة الصادقة والصلاة القائمة صل على محمد عبدك ورسولك وابلغه درجة الوسيلة في الجنة دخل في شفاعة محمد.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح العمدة - (4/ 121)

وعن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أن بلالا اخذ في الإقامة فلما أن قال قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه و سلم أقامها الله وأدامها وقال في سائر الإقامة بنحو حديث عمر في الأذان رواه أبو داود وجاء ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث أبي هريرة وعمرو بن العاص وابنه وأبي رافع ومعاوية وغيرهم

وفي كشاف القناع عن متن الإقناع - (2/ 183)

(وَ) يَدْعُو (عِنْدَ الْإِقَامَةِ) فَعَلَهُ أَحْمَدُ وَرَفَعَ يَدَيْهِ

واستدل ابن رجب في الفتح لفعل أحمد بآثار فقال

وقد روي عن الحسن، ان هذا الدعاء يشرع عند سماع اخر الاقامة.

روي ابن أبي شيبة: ثنا أبو الاحوص، عن أبي حمزة، عن الحسن، قال: إذا قال المؤذن: (قد قامت الصلاة)، فقل: اللهم، رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، اعط محمداً سؤله يوم القيامة. فلا يقولها رجل حين يقيم المؤذن الا ادخله الله في شفاعة محمد يوم القيامة.

وروي ابن السني في كتاب " عمل اليوم والليلة " من رواية عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة، انه كان يقول إذا سمع المؤذن يقيم: اللهم، رب هذه الدعوة التامة وهذه الصلاة القائمة، صل على محمد واته سؤله يوم القيامة.

وهذه الاثار تشهد للمنصوص عند أحمد، انه يدعو عند الاقامة، كما سبق عنه.

فتح الباري ـ لابن رجب - (3/ 464)

وأما عند الأحناف فالخلاف واقع بينهم في استحباب إجابة المقيم وعدمه

ففي كتاب ابن عابدين رد المحتار على "الدر المختار: شرح تنوير الابصار"- (3/ 238)

وَبِهِ جَزَمَ الشُّمُنِّيُّ) حَيْثُ قَالَ: وَمَنْ سَمِعَ الْإِقَامَةَ لَا يُجِيبُ، وَلَا بَأْسَ أَنْ يَشْتَغِلَ بِالدُّعَاءِ.

ولتعلم أن من أظهر أدلة القوم جعلهم الإقامة أذانا فاستحبوا عندها ما يستحب عند الأذان

وممن أجاد في بيان ذلك الشيخ عبد المحسن العباد فقال:

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ما يقول إذا سمع الإقامة. حدثنا سليمان بن داود العتكي حدثنا محمد بن ثابت حدثني رجل من أهل الشام عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة رضي الله عنه -أو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أن بلالاً رضي الله عنه أخذ في الإقامة، فلما أن قال: قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أقامها الله وأدامها) وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر رضي الله عنه في الأذان]. أورد أبو داود رحمه الله [باب ما يقول إذا سمع الإقامة] يعني: إقامة الصلاة، والجواب أنه يقال عند سماع الإقامة مثل ما يقول المؤذن: (الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله)؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا سمعتم النداء فقولوا مثلما يقول المؤذن)، والإقامة أذان، وقد جاء إطلاق الأذان عليها في قوله صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة) والمقصود: بين الأذان والإقامة، وكذلك جاء في الحديث الآخر: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية) يعني: بين الأذان الذي هو الإقامة والسحور الذي هو الإمساك عند الأذان، فمقدار قراءة خمسين آية هو الفارق بين الأذان والإقامة، فأطلق على الإقامة بأنها أذان، وكذلك جاء الحديث الذي مر قبل: (إذا ثوب بالصلاة) يعني: رجع إلى النداء؛ لأن الأذان هو نداء، فالإقامة أذان، وهي نداء، إلا أن الأذان لإعلام الناس في بيوتهم بأن يأتوا، والإقامة إعلام الناس بأن يقوموا إلى الصلاة، فالذي تدل عليه الأحاديث هو أنه عند الإقامة يقال مثل ما يقول المؤذن تماماً، ولا يستثنى من ذلك إلا: (حي على الصلاة حي على الفلاح) فيقال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقد أورد أبو داود رحمه الله

شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد - (3/ 392)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير