تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن الإنسان المسلم إذا وجد في بيئة تناقض المعتقدات الصحيحة فعليه أن يصبر، وأن يعلم أن: (الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ) فإذا ذهب في الإجازة الصيفية إلى أقربائه، وإلى البلد التي جاء منها، فوجد الناس على خلاف ما هو عليه من الحق، فإن عليه أن يثبت، ولا يضعف، وأن ينشر الدين، وأن يعلم الناس؛ لأن من الناس من هو جاهل؛ يقول أحد الإخوان: [سافرت لجنازة والدتي، والبلد فيها بدع كثيرة جداً، ويعملون سرادق، وعزاء واجتماعات بدعية، وقارئ يقرأ في الثلاث، والسبع، والأربعينية، فصارت فرصة في اجتماعهم في البيت؛ لتعليم السنة في الدفن، فكم عانينا حتى لا يكتب على شاهد القبر! ولا يجعل كذا، وشيء استطعنا عليه، وشيء لم نستطع عليه]. يقول: [العامة فيهم اتجاه لتعلم الحق خصوصاً الذين لم تتلوث فطرهم فعندما نفتح مثلاً موضوع السنة في الأذكار، قفزت امرأة من القريبات، تقول: إي والله أعطنا من هذا العلم، والله لقد يبست حلوقنا ونحن نقرأ الصمدية مائة ألف مرة] لماذا هذا؟ يقولون: عتق من النار!!.

فالعامة يتساءلون عندما الواحد يفتح لهم باباً إلى الحق، وباباً إلى السنة، وباباً إلى الأذكار الشرعية؛ فيبدأ العامة بالسؤال، ويتحرك المسجد، وهكذا يجب أن يكون الداعية إلى الله مثل المطر أينما وقع نفع.

وقد تجلى دفاع الشيخ عن عقيدة السلف في عدة مؤلفات؛ منها: / تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد. و/ التوسل الشركي والبدعي التي بينها في مؤلفه. و تحقيقه لكتاب / العلو للعلي الغفار للذهبي؛ مع صعوبة الوصول إلى رجاله؛ لأن كثيراً منهم متأخرون.

وحقق كتاباً مهماً في العقيدة وهو كتاب / السنة لابن أبي عاصم، فدعا إلى عقيدة السلف الصافية النقية.

سنن أحياها:

أحيا الله بهذا الشيخ سنناً مهجورة؛ لأنه كان من صميم دعوة الشيخ الدعوة إلى التمسك بالسنة، والدعوة لتطبيقها في وسط كانت السنة فيه مجهولة، والناس على تعصب مذهبي، و على جهل، وعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، وأصعب الأشياء أن تغير العادات والتقاليد، فكان الشيخ -رحمه الله- يسعى في إحياء السنن، فمن السنن التي أحياها في بلاد الشام:

أ-صلاة العيدين في المصلى، وأنها ليست في المساجد وأن الأصل أنها تصلى في المصلى، وكانت لا تصلى إلا في المساجد، فلما اطلع على حديث صلاة العيدين في المصلى وأنه هو السنة دعا إخوانه للتطبيق، فأراد تطبيقها والعمل لذلك مباشرة، فقال لأصحابه: [الأحاديث تدل على أن الصلاة في المصلى خارج البلد وليست في المساجد] فبدؤوا بسبعة عشر رجلاً هو ومن معه، فأقاموا السنة لصلاة العيد، والذين يصلون في المصلى الذي أحيا الشيخ سنة الذهاب إليه يبلغ عددهم من خمسة آلاف إلى ستة آلاف شخص. والفضل بعد الله في هذا مع زيادة انتقال هذه السنة إلى الأردن ثم إلى الكويت للشيخ ناصر الدين الألباني. وأحكام الجنائز من كتبه العجيبة التي تدل على نضج في التأليف، فأنني أوصي باقتنائه وشرائه؛ لأنه فعلاً كتاب يتجلى فيه مقدرة الشيخ على الوصول لكتب السنة، وحشد الأدلة في المسائل المختلفة.

واهتم بشروح العلماء خصوصاً شروح النووي وابن تيمية وابن حجر.

والشيخ لم يكن له علماء كثيرون تتلمذ عليهم، وأنه بسبب ذلك عانى ولكن عصاميته عوضته عن ذلك، فتوجهإلى كتب علماء أفذاذ فتتلمذ على كتبهم.

ب- أحيا سنة العقيقة، وكانت العقيقة غير معروفة عند الناس، قال أحد طلابه: [عندما كان يدرسنا كتاب الروضة الندية في الخمسينيات، ووصلنا إلى العقيقة دعا طلابه وأصحابه لتطبيقها].

ج-سنة قيام الليل في رمضان بإحدى عشر ركعة، وكانت ثلاث وعشرين ركعة، وهي أشبه بالتمثيلية، فكيف يصلونها؟! يسردونها سرداً يقرؤون الفاتحة ثم قصار السور وينقرون الركوع والسجود؛ كما ينقر الغراب الدم، فيصلون- ثلاثاً وعشرين ركعة - في ربع ساعة، فأحيا الألباني إحدى عشرة ركعة؛ كما جاء ذلك في السنة يطبقها قولاً وعملاً، قال طلابه: [فشعرنا بلذة العبادة]. ويقول الشيخ علي خشان وهو من تلاميذه: [كان يصلي بنا ثلاث ساعات -وهو إمام- إحدى عشر ركعة، ويطيل الركوع حتى يكون قريباً من القيام، ويطيل السجود حتى يكون قريباً إلى الركوع، ويتم الجلسة بين السجد تين، والرفع من الركوع على ما ورد في الأحاديث، وكان يبكي ويبكي من خلفه، فكان رقيق القلب]، وهنا لا بد من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير