تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الربوية التي جاءتنا كتباً في دعوة السلف ونشرناها].

وكان الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- يحيل على الألباني بعض المسائل فلما طبع أحد مشايخ الباكستان المتعصبين المتحاملين على الإمام أحمد–رحمه الله- كتاباً يطعن في مسند الإمام أحمد ويقول: [إن القطيعي أضاف عليه أحاديث وليست من المسند] أي يشكك في أحاديث المسند، فحوّل الشيخ بن باز هذا إلى الألباني ليبحثه، فاستعرض الشيخ الألباني أحاديث مسند أحمد وعددها يزيد على خمسة وعشرين ألف حديثاً فتتبعها حديثاً حديثاً؛ ليتبين هل فيها شيء من روايات القطيعي، ثم كتب كتابه/ الدفاع الأحمد عن مسند الإمام أحمد، ولا زال الكتاب مخطوطاً. وكان بينه وبين الشيخ بن باز مشاورات، وبينهما صداقة أربعين سنة لم تتخللها شحناء، ولا بغضاء.

وكان الألباني يتمنى أن يكتب كتاباً مشتركاً مع ابن باز في مسألة: وضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع، فكان يقول: [أريد أن يكون هذا الكتاب نبراساً، ومثلاً يحتذى لطلبة العلم عندما يرون نقاش العلماء مع بعضهم].

وقال: [لنقدم للناس ولطلبة العلم نماذج عملية في أدب العلماء مع بعضهم، وإذا كنا نريد أن نربي الناس فلا بد أن يكون ذلك بالشيء العملي]. ولما كان الألباني في المجلس الأعلى للجامعة الإٍسلامية بالمدينة، ودرسوا مسألة وكان الشيخ ابن بازوالشيخ الشنقيطي موجودين، فاجتمع ثلاثة أقطاب في العلم في الجامعة، ولم يمر على الجامعة وقت مثل وقت اجتماع هؤلاء العلماء، وكانت أيام ما شهدناها، ولكن يتمنى الإنسان لو شهد تلك الأيام، فلقد اجتمع في الجامعة الإسلامية في ذلك الوقت من صفوة العلماء وخيرتهم مالم يجتمع من قبل، وكان منهم الشيخ/ محمد أمين المصري -رحمه الله – وهو من الأفذاذ الجهابذة المعتنين بالحديث وعلومه، والذي طبق منهج الألباني في دراسة الأسانيد عملياً على طلاب الدراسات العليا، والطريقة الشجرية في الأسانيد، وكان يعترف للألباني بالعلم، ويقول: [أنت أولى مني بهذا المنصب]، ولكن الشيخ لم يقدّر له الاستمرار في الجامعة.

وكانت من ضمن المسائل التي حدثت مثلاً: لو أن أحداً من مدرسي الجامعة الإٍسلامية أو من أهل المدينة ذهب إلى الخارج للدعوة فمات في الخارج، فهل يدفن هناك أم يعاد إلى المدينة؟ فكان رأي الشيخ الألباني أنه يدفن حيث مات، ووافقه الشيخ/ ابن با ز، وخالفهما / الغزالي، والقرضاوي، فقالا: [يعاد للبلد أونحو ذلك].

وبعد المناقشة بسنة تقريباً أُرسل الألباني -رحمه الله- إلى المغرب وبريطانيا والنمسا للدعوة، من قبل الجامعة الإسلامية، وذهب الشيخ محمد أمين المصري لتصوير مخطوطات إسلامية في أوروبا، وحدث الحادث العجيب!! فمن عناية الله –تعالى- وتقديره، ولعلها كرامة من كرامات الشيخ/ محمد أمين المصري -رحمة الله عليه- أن مرض فنقل للعلاج في المستشفىفي أوروبا، وتوافق وجود الشيخ الألباني قريباً من ذلك المكان، ثم توفي الشيخ محمد أمين المصري في المستشفى وحضره الشيخ الألباني، وغسّله، وكفّنه، فكان الذي تولى تغسيله صاحب/ كتاب المسؤولية، والمجتمع الإسلامي، ونظرات في سورة الأنفال، وأحكام الجنائز، وغير ذلك من الكتب النافعة، فهو أعلم الناس بالسنة في هذا الأمر.

ثم اتصل الألباني لكي يسأل عن مقبرة قريبة يوارى فيها الشيخ /محمد أمين المصري فقالوا: أقرب مقبرة للمسلمين تبعد خمس أو ست ساعات بالسيارة؛ فاتصل بالجامعة الإسلامية فقالوا: [أرسلو تذكرة لنقل الشيخ محمد أمين المصري إلى المدينة ليدفن فيها] , فقال بعضهم: [أنت تخالف فتواك، تقول: يدفن حيث يموت، ثم تقول: انقلوه، فقال: ما وجدنا مقبرة، فإذا كان نقله إلى المدينة يتم في ثلاث ساعات أو أربع، فنحن نحتاج إلى نقله إلى المقبرة خمس أو ست ساعات بالسيارة, فهذه الرحلة نقطعها إلى بلد إسلامية في نصفها، فإنني قلت ذلك: اضطراراً وليس اختياراً].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير