تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والشيخ محمد أمين المصري بينه وبين الشيخ محمد الألباني صحبة قديمة، وكان يدرس عنده ويحضر دروسه في دمشق؛ ولما ألف كتاب/ جلباب المرأة المسلمة كان أول من لبس الجلباب في مدينة دمشق كما بين الشيخ الألباني في كتابه هي زوجة الشيخ محمد أمين المصري، يقول الشيخ محمد عيد العباسي: [أول امرأة لبست الجلباب الشرعي في مدينة دمشق، وكان الحجاب عند نسائها البالطو إلى الركبة، والباقي جوارب!! امرأة الشيخ محمد أمين المصري] ولعلها سنةً حسنة سنها الشيخ فله ولزوجها ولها أجر ذلك في كل من تبعها.

وبالمناسبة فإن الشيخ محمد أمين المصري، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني عدلاء، فإنهما تزوجا أختين. وكان الشيخ الألباني -رحمه الله- يتنقل في البلدان.

رجوعه إلى أقوال الأئمة:

أدرك الشيخ وهو يدعو إلى الكتاب والسنة، وإلى اتباع الدليل، ولو بعد مرحلة متأخرة، منذ عشرين سنة، أن بعض الشباب في مسالة العودة إلى الكتاب والسنة بدؤوا يخطّئون الأئمة بلا علم ويقولون: [الأئمة رجال ونحن رجال فمثل ما يفهم أبو حنيفة والشافعي نحن نفهم كذلك! فعندهم الأحاديث، وعندنا الأحاديث].

ولقد بدأ الشيخ تعلمه ودعوته في وسط مجتمع متعصب مذهبياً؛ ولذلك انتقل إلى الناحية الأخرى؛ لأن الإنكار في هذا الوسط يحتاج إلى قوة دفع، ثم بعد فترة من الزمن أراد أن يعدل مرة أخرى؛ لأنه لاحظ أن بعض الطلاب الذين يدعون الانتساب إليه قد صاروا يفتون، ويتكلمون بطريقة فوضوية جداً، لا ضوابط ولا أصول فقه، ولا رجوع إلى شروح العلماء؛ ولذلك صار عندهم خلط عجيب، وهذه من القضايا التي ينبغي أن يدقق فيها، وقد تتلمذ بعضهم على كتب الشيخ فأساءوا في كثير من الأمور، وقد أدرك الشيخ ذلك؛ ولذلك كان يقول: [قمنا بجانب كبير من التصفية، ونحن نحتاج إلى التربية ولكن ما عندنا طاقات أو إخوان يكفون للتربية]. وقال: [الله خلقني للعلم ولم أتفرغ للتربية].

وكان يقول في بعض الأحيان: [التقليد خير من التفلت من القيود].

وبعض الشباب لما يقال له: اترك التقليد الأعمى ونبذ التعصب المذهبي يفهم أن المقصود أن يضرب المذاهب كلها عرض الحائط، ولا يريد حنابلة، ولا شافعية، ولا حنفية، وليس المقصود ذلك.

وربما قال بعضهم: نحن نأخذ الحديث من البخاري ومسلم والترمذي وأحمد فنحفظها ثم نشتغل ونعمل بها، وهذه فوضى عارمة حقيقة!!.

لقد أساء مثل هؤلاء إلى دعوة الشيخ الألباني؛ لأنهم قدموا نماذج مشوهة عن الشيخ، والشيخ لم يرد هذه الفوضى، ولكن هؤلاء الذين دخلوا عرضاً بدون أساس، ولم يدرسوا عند العلماء، ولم يتأدبوا بآداب العلماء.

فما الفائدة أن تدرس مصطلح الحديث وتحقق وتخرج أسانيد، ثم تهجم على الأحاديث وتريد أن تفهم منها؛ دون أن يكون عندك أصول فقه؟! لتفهم الناسخ من المنسوخ، فقد يكون هذا الحديث منسوخاً، وقد يكون شاذاً؛ فهذه مصيبة، وكارثة كبيرة حصلت! انتبه لها الشيخ فيما بعد وبدأ يقول عبارات مثل: [لا ينفك الإنسان عن تقليد]؛ حتى العلماء الكبار قد يضطرون في مسألة إلى تقليد غيرهم.

وإذا أردت أن تدرس المذهب، فادرس المذهب، ثم إذا وجدت الحق خارج المذهب فخالفه، وأن من أمثل المذاهب في دراستها فقه الشافعية، وكان له كلام في هذا.

فلم يكن يريد انفلات الضوابط وأن يصل صغار الطلاب إلى الاجتهاد؛ كما فعل بعضهم وقصدوا إلى الاجتهاد، وأساءوا الفهم، فلا بد من الانضباط بكلام العلماء والدراسة والتلقي عليهم قدر الإمكان، ولم يكن الشيخ في البداية يركز على قضية الضوابط لمعيشته كما قلنا في مجتمع متعصب. ولقد نشأ بعض الناس عندهم عجب وغرور، وأن باستطاعتهم أن يستنبطوا ويجتهدوا، فكانت كارثة على عددٍ منهم، وكان الشيخ –رحمه الله- كما قلنا لا يدرس فقط مصطلح!! وإنما كان يدرس العقيدة , ومن الكتب التي درسها لطلابه كتاب /فتح المجيد في شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن - رحمه الله-.

بعض طلابه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير