ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2010, 06:22 م]ـ
أشكر أخي العزيز العليمي - زاده الله علماً وتوفيقاً - على هذه الفوائد التي تفضل بها، وأجاد فيها.
وبمناسبة ذكر المعاجم التي فهرست للألفاظ القرآنية فقد كنتُ أعددتُ حلقة تلفزيونية عن (المعاجم القرآنية) قبل مدة في قناة دليل، وهي مسجلة في قناة اليوتيوب للملتقى، ورجعتُ من أجل الإعداد لها لكل المعاجم القرآنية التي في مكتبتي، وإلى البحوث التي في المكتبة عن المعاجم القرآنية. وتوقفت كثيراً عند معاجم الألفاظ التي فهرست للألفاظ دون بيان معانيها، مثل معجم فلوجل الألماني ومعجم عبدالباقي.
ومن الفوائد التي مرت بي ما يمكن أن أورده هنا:
- قام المستشرق الألماني فلوجل بوضع أول فهرس شامل للقرآن الكريم، أسماه (نجوم الفرقان في أطراف القرآن)، ونال الكتاب شهرة ذائعة في أوربا والعالم الإسلامي على الرغم مما وقع فيه من أخطاءعلمية، أظهرها عدم استناده إلى ترقيم معتمد في عد الآي بل اعتمد على المصحف الذي رقمه وطبعه لنفسه، وقد استدرك عليه الباحثون كثيراً من هذه الأخطاء فيما بعد.
- ألف فيض الله الحسني المقدسي كتابه (فتح الرحمن لطالب آيات القرآن) وطبع عام 1322هـ في بيروت الذي أبان – في مقدمته – سبب تأليفه، وأنه اطلع على تساؤل نشرته مجلة المقتطف في الجزء 7 عام 1312هـ جاء فيه: (إذا أراد الاستشهاد بآية كريمة من القرآن الحكيم، فانه كثيرا ما لا يهتدي إلى موقعها إلا بعد التفتيش الكثير وما ذلك إلا لأنه ليس بين أيدينا مفتاح ذكرت فيه الآيات الكريمة على حروف المعجم ... فأسأل علماءنا الأفاضل هل عندنا كتاب مبّوبة فيه آيات القرآن الكريم بحسب حروف الهجاء؟ وإذا لم يكن هذا الكتاب موجودا فهل يصح أن يوضع كتاب مثله أو هناك موانع شرعية تمنع وضعه .. ؟)
فجاءه الجواب في المجلة بـ: (إنه يوجد مفتاح للآيات الشريفة اسمه ترتيب زيبا للوارد داري الحافل محمود - ولم أستطع التعرف عليه-، وهو متقدم الوفاة، ويوجد مخطوطات لمعجمه. وهو مطبوع في الآستانة العلية، ومفتاح آخر لكلمات القرآن العظيم اسمه: (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) مطبوع في بلاد جرمانيا، ذُكرت فيه كلمات القرآن الشريف بحروف عربية وعدد السور والآيات بأرقام فرنجية .. ولكن ثبت لدّي – بعد طول المراجعة والتنقيب – أن (ترتيب زيبا) يستحيل أن ينتفع به غير من عرف أوائل الآيات، ومن كان كذلك يغلب أن يكون من الحفظة – وما أقل حاجة الحافظ إلى كتاب كهذا – فضلا عما في ترتيبه القاموسي من الاصطلاحات التي لا تلائم ذوق هذا العصر ولا تنطبق على مألوف العرب في ترتيب معجماتهم فكان قصوره عن إيفاء المطلوب وسدّ حاجة العامة أمرا واضحا، وأما (نجوم الفرقان) فلم أره أكثر من ذاك فائدة ولا أقل إعناتا. فبناء على ما تقدم لم أر غنى عن مفتاح جديد للقرآن العظيم يجمع ما في الكتابين المذكورين من بعض المحاسن ويبرأ – بإذن الله – من مثل ما فيهما من المغامز فيفي بكمال الغرض بما يحوي من دقة الجمع والترتيب وإتقان التقسيم والتبويب ... ) أ. هـ. وهو فهرس جيد للآيات الكريمة، ولكن منهجه الذي التزمه يحول دون الإفادة التامة منه، و ذلك بسبب ما يلي:
1 - اقتصاره على الأفعال المشتقة و الأسماء المتمكنة - من ألفاظ القرآن الكريم - وترك الظروف وحروف المعاني وما شابهها من الأسماء و الأفعال إلا ما ورد في القرآن مرة واحدة، وغرضه من ذلك تير حجم الكتاب.
2 - فصل الأعلام الواردة في الكتاب العزيز عن الألفاظ ووضعها في ملحق في آخر الكتاب.
3 - وضع رموز – غير مألوفة - لسور القرآن الكريم، وتصدير كتابه بها مرتباً إياها على حروف المعجم.
- هناك كتاب (مصباح الإخوان لتحريات القرآن) للحافظ يحي حلمي بن حسين قسطموني الذي أشار إليه الدكتور محمد عبد الخالق عضيمة وقال (إنه أحصى ألفاظ القرآن ولم يترك منها لفظا) ولم يذكر عضيمة زمن تأليفه. دراسات لأسلوب القرآن الكريم 1/ 3.
- ظهر بعدهما كتاب (دليل الحيران في الكشف عن آيات القرآن) للحاج صالح ناظم، الذي طبع عدة مرات أولها بالقاهرة عام 1965م، فرتب الآيات في أبواب مختلفة وفقا لأمور مختلفة مثل: لفظ الحمد، والجلالة، والاسم الموصول، والفعل الأمر وأمثالها. فوقع في بعض الاضطراب إذ كرر كثيرا من الآيات في مواضع مختلفة، ووضع بعضها في غير موضعه، غير أن عمله هذا أومأ بوضع معاجم تالية تتخذ من موضوعات القرآن الكريم أساسا لتبويبها، وتهدف إلى جمع الآيات القرآنية التي يربطها موضوع واحد في موضع واحد، ثم ترتيبها بحسب ورودها في القرآن الكريم أو ترتيبها ألفبائيا.
- ثم ألف الدكتور حسين نصار كتابه (معجم آيات القرآن) صدرت طبعته الثانية عام 1385هـ فاستدرك عليه كثيرا مما سقط من الآيات الكريمة أو أخطأ المؤلف فيها، مراعيا الترتيب الألفبائي مراعاة تامة؛ بالنظر لأوائل الآيات وحدها، ومشيرا إلى رقم الآية واسم السورة، ومحددّا موضع نزولها بإحدى الحروف الآتية: [ك] للآيات المكية، [م] للآيات المدنية، [هـ] لما نزل في أثناء الهجرة.
- وفي شهر جمادى الآخرة من عام 1364 هـ خرج إلى النور كتاب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) لمحمد فؤاد عبد الباقي وبظهوره شاع لدى الباحثين ما دعي بـ (المعاجم المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم).
- ألف حسان عبدالمنان (معجم ألفاظ القرآن الكريم) عام 1421هـ وابتكر طريقة رأى أنها أفضل وأنفع من طريقة عبدالباقي ولم أتتبع نتائجه.
- هناك كتاب (قاموس الألفاظ القرآنية) لحسين الشافعي الذي تفضلتم بذكره وله أكثر من معجم لخدمة القرآن جزاه الله خيراً.
وهناك معاجم خدمت هذا الجانب غير هذه المعاجم، وهناك برامج حاسوبية كذلك تحتاج إلى تتبع علمي وموازنة.
وفقكم الله جميعاً لكل خير.
¥