تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عاي وقد وجدنا تفاصيلها فيما سبق، مع يعقوب في حاران وفي جلعيد؛ 7) تقديم الأقراط، إن أقراط الذهب التي في الآذان تأتي في الكتاب المقدس في سياقين، السياق الأول هو سياق الحديث عن الشرك، وهو يذكِّر عند بني إسرائيل، باتخاذهم من حليهم وذهبهم عجلا من دون الله على عهد موسى، ولذلك فهم يربطون بين إزالة الآلهة المزعومة وإزالة الأقراط من الآذان؛ والثاني هو الهدايا والصدقات والعشور المقدمة إلى بيت الله من الذهب والفضة، وهي التي يقولون عنها "فوضعت في خزانة بيت الله"، ومهما يكن فإن أقراط الآذان تحيل على الإسماعيليين الذين يميزهم عن غيرهم من سكان المنطقة وضع الأقراط في الآذان كما ينص عليه الكتاب المقدس، وقد أحال ركوب الجمال من قبل على طبيعة المنطقة التي يوجد بها بيت الله باعتبارها منطقة صحراوية يتنقل الناس فيها على الجمال. 8) الرحلة أو السعي، إن كل مناسك الحج إنما هي عبارة عن سعي متوال بين كل هذه المناسك من جهة لآداء طقوس العبادة؛ كما يوجد فيها أماكن محددة لسعي خاص قد يكون طوافا على أشواط متوالية، أو سعيا بين الصفا والمروة في سبعة أشواط كذلك، أو مشيا لرمي الجمار أو غيرها. 9) الأمن، إن أهم ما يميز هذا المكان هو الأمن والسلام سواء للعاكف أو البادي، وهو الذي نجد الحديث عنه في نصوص كثيرة بطرق مختلفة، تؤكد أن هذا البلد هو البلد الأمين الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، ومن دخله كان آمنا بينما يتخطف النس من حوله في غيره من البلاد.

هذه هي بعض تفاصيل طقس الصعود إلى بيت إيل، التي جعلها الله فريضة دهرية وعيدا سنويا يقام من سنة إلى سنة في المكان الذي اختاره الله من أول يوم وإلى آخر الأيام؛ والذي لا نعرفه واقعيا إلا في مكان واحد في الأرض وهو "بكة" التي بقيت محتفظة بكل هذه الشعائر إلى يومنا هذا، وهي تقام في المكان نفسه من سنة إلى سنة إلى هذا اليوم. وهي لا زالت كما كانت، لم يتغير منها شيء، وإنما أصبحت عامرة أكثر من أي وقت مضى، خلافا لكل المواضع المدعاة أنها "بيت إيل"، إذ لا شيء فيها يوحي لا بعبادة قديمة ولا حديثة، ولا فيها تحقيق لعهد ولا لمواعيد، وإنما هي أهواء قوم أرادوا أن يجعلوا لبيت الله بيتا ضرارا للإغاطة، لكن من غير سلطان مبين، والله بكل شيء عليم.

3 - مع القرآن الكريم:

3 - إن القرآن الكريم وهو يدفعنا إلى إعادة تلاوة الكتاب المقدس يقدم لنا مقترحات أساسية تعين على هذه التلاوة من أجل استرجاع الأبعاد الأساسية المكتومة والمخفية في الكتاب، والملبس فيها الحق بالباطل بدون علم أحيانا وعن علم أحيانا أخرى؛ ولأن مجال المدارسة محدود، فإننا سنكتفي بهذا القدر في بيان بعد الدين والملة الإبراهيمية العالمية التي تنبني على تعظيم شعائر الله وحرماته في المكان الذي اختاره، وسنورد على ذلك مجموعة من النصوص القرآنية الدالة عليه.

قال تعالى عن أهل الكتاب بعد ذكره لأول بيت وضع للناس: " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) [66]

إن هذا النص يجمع بين بيت الله الحرام وآياته البينات وبين كفر أهل الكتاب بهذه الآيات وهم شهداء؛ ولم نجد من العلماء والفقهاء والمفسرين من وقف عند هذا الربط بين بيت الله الذي كان أول بيت وضع للناس وما فيه من آيات بينات وبين كفر أهل الكتاب وهم شهداء.

وفي الحديث عن الصفا والمروة قال تعالى:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير