تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162) وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) [67]

يشير هذا النص إلى مستوى آخر لم ينتبه إليه المفسرون المسلمون، وهو ما يقوم به الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى من بعد ما بينه الله في الكتاب، وأولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون.

أي كتاب يتحدث عنه هذا النص؟ ومن هم هؤلاء الكاتمون للحق المبين في هذا الكتاب؟ وما علاقة ذلك بشعائر الله وخصوصا الصفا والمروة؟ لم يتحدث المفسرون والعلماء والفقهاء المسلمون كثيرا عن كل هذه الأسئلة السالفة الذكر؛ غير أننا نعلم أن كل كلمة في هذا النص تثير قضية غاية في الأهمية ينبغي لقارئي القرآن، وكان ينبغي لهم من قبل، أن يأخذوها بعين الاعتبار؛ فالكتاب الذي بينه الله للناس هو الكتاب السابق على محمد صلى الله عليه وسلم، بما يحويه من أسفار مختلفة أنزلت على الانبياء، بيّن فيه الله ما أنزل من البينات و الهدى، ومنها موضوع الصفا والمروة وشعائر الله الأخرى؛ لكن الذين يكتمون ما أنزل الله أرادوا إخفاءه وكتمانه عن الناس، بأساليب مختلفة، فأولئك هم الملعنون من الله واللاعنين من الملائكة ومن الناس إلا إذا تابوا وأصلحوا وبينوا والله تواب رحيم، وإلا فسيكونون في النار مع الخالدين.

وقال تعالى: سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آَيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (145) [68]

مناقشة موضوع القبلة من أهم المناقشات التي أوردها القرآن الكريم، معتبرا مثيري هذا الموضوع من أهل الكتاب "السفهاء من الناس"، وهو يرتبط بتعريفه السابق في نفس السياق "من سفه نفسه"؛ فالسفهاء هم الذين رغبوا عن ملة إبراهيم، وإبراهيم هو باني البيت وخادمه الأول وإمامه والمؤذن في الناس بالحج ليأتوا إليه على كل ضامر من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم، وليأخذوا عنه مناسكهم، وليسلموا وجوههم لله رب العالمين، ومن تنكر لهذا الموضوع بما يحمله من اعتقاد وتوحيد وعبادة فقد سفه نفسه لأنه رغب عن دين الله الذي أسسه إبراهيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير