تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما في المغرب الأوسط ولأول مرة تظهر نجوم من العلماء وبالخصوص في علم التفسير، وذلك راجع للاستقرار وطول حكم الدولة التي اعتنت بالعلماء، فظهر في الجزائر من المفسرين: يوسف بن إبراهيم بن مياد السدراتي الورجلاني أبو يعقوب (ت 570 ه)؛ وحسن بن علي بن محمد المسيلي أبو علي (ت 580 ه)؛ وعلي بن عبد الله بن ناشر أبو بكر وقيل أبو الحسن الوهراني (ت 615ه)؛ و أحمد بن علي بن يوسف تقي الدين البوني (ت622 ه)؛ و يحيى بن محمد بن يوسف التجيبي، التلمساني أبو زكريا (ت 652 ه).

وحين ضعفت دولة الموحدين، وأوشكت نهاية عهد الدولة الشاسعة، بحيث انقسمت إلى ثلاثة دول إسلامية، ظلت تتنازع فيما بينها وتحاول كل واحدة منها التوسع على حساب جارتها، وهي: الدولة الحفصية في المغرب الأدنى، والدولة الزيانية في المغرب الأوسط، والدولة المرينية في المغرب الأقصى.

ومنذ ذاك الحين اعتبر المغرب الإسلامي الكبير منقسما إلى ثلاث دول لكل منها تاريخه المستقل تونس، الجزائر والمغرب ويتبعها موريتانيا.

وفي هذا البحث نقتصر على تاريخ الجزائر والحياة العلمية فيها، والذي تأثر في المجال العلمي، بالأدوار السابقة والتقلبات التي حصلت في منهجه ومصادره، والتي كانت تتأثر بدورها بالتقلبات السياسية، ولم تمس هذه التقلبات من كان راسخاً في العلم متبعاً لمنهج النبوة على طريقة السلف الصالح، والملاحظ على الساحة العلمية تأثر العلماء بالإباضية التي لا تزال بقايا رواسبها، ومنهج الباطنية الذي أفسد منهج التصوف وأخرجه من إطاره الأخلاقي إلى الإطار العقدي، المخالف لما كان سائدا في المنطقة أول الأمر وهو منهج الإمام مالك رحمه الله في العقيدة والسلوك، منهج أحد أعيان القرون الثلاثة المفضلة.

ونقتصر الآن على دولة بني زيان ثم الأتراك بعدهم ثم الاحتلال الفرنسي ثم الاستقلال المُشرق للجزائر.

الدولة الزيانية (بنو عبد الواد) في المغرب الأوسط (الجزائر) (668ـ-961ه/1270 - 1554م):

وأول حكامها هو يغمراسن بن زياد بن ثابت؛ وكان مطيعاً للموحدين وعندما ضعفت دولتهم حملهم على التنازل له عن إمارة تلمسان، لكنْ أبو الحسن السعيد خليفة الموحدين لم يعجبه هذا الأمر ورآه خروجاً عن سلطانه، فخرج لقتاله فقُتل خليفة الموحدين، وتثبتت أركان دولة بني عبد الواد، ومن ثم أصبحت دائمة التعرض للمطامع، حتى جاء أبو حمو موسى الثاني سنة (760ه)، وظل أمرها قائماً حتى كثر النزاع بين ملوكها وتشتت أركانها، وانتهى أمرها باستيلاء الأتراك عليها سنة (961ه/1554م).

أما الحياة العلمية فكان للعلماء إنتاج لا مثيل له، ومن أكبر أسبابه استقرارهم في دولة المرابطين والموحدين، مما جعل لهم طلاباً وتلاميذ حملوا الأمانة بعدهم، وظهروا في الدولة الزيانية التي استقرت بعلمائها وتفننوا في العلوم، فكان منها في التفسير فقط: أبو عبد الله محمد بن محمد المقري التلمساني (ت 759 ه)، و أبو العباس أحمد بن العباس النقاوسي (ت 765 ه)؛ و أبو عبد الله العلويني محمد بن أحمد بن علي الإدريسي الحسني المعروف بالشريف التلمساني (ت 771 ه)؛ و عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي، البجائي (ت 786ه)؛ و سعيد بن محمد التجيبي التلمساني العقباني (ت 811 ه)؛ و أبو يحيى، عبد الرحمن بن محمد التلمساني (ت826ه)؛ و أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد البسيلي (ت 830 ه)؛ و أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مرزوق العجيسي التلمساني (ت 842 ه)؛ و أحمد بن محمد بن زاغو المغراوي التلمساني (ت 845 ه)؛ و أبو الفضل قاسم بن سعيد العقباني التلمساني، (ت854 ه)؛ و إبراهيم بن فائد بن موسى النبروني الزّواوي القسنطيني (ت 857 ه)؛ وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم المشذالي (ت 866)؛ و عبد الرحمن بن محمد الثعالبي الجعفري (ت 875 ه) وتفسيره معروف ومشهور؛ و أبو عبد الله محمد بن قاسم الأنصاري التلمساني ثم التونسي (ت 894 ه)؛ ومحمد بن يوسف الحسني السنوسي التلمساني (ت 895 ه)؛ وأحمد بن محمد بن زكري (ت 899 ه)؛ ومحمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي التلمساني (ت 909 ه)؛ و أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن أبي يحي بن أبي العيش الخزرجي التلمساني (ت 911ه)؛ و أبو الحسن عليّ بن موسى المطغري (ت 951 ه).

حكم العثمانيين للجزائر (924 - 1246ه/1518 - 1830م): وشهد ثلاثة أدوار.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير