تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

6 - ثم انظر كيف أنه لما زاد في الكمية والأنواع في عبس جاء بضمير الجمع فقال ((أنا، صببنا، شققنا، فأنبتنا)) وجاء بضمير الإفراد في النحل. ونحو ذلك قوله تعالى ((ونزلنا من السماء ماءً مباركاً فأنبتنا به جنات وحب الحصيد () والنخل باسقات لها طلع نضيد () رزقاً للعباد وأحيينا به بلدة ميتاً كذلك الخروج)) ق. 1 - فقد أسند إنزال الماء في (ق) إلى ضمير المتكلم بصيغة الجمع للتعظيم (ونزلنا) في حين أسنده في النحل إلى ضمير الغائب، كما أسلفنا.

2 - قال في النحل (أنزل) وقال في (ق) (نزلنا) بالتضعيف للدلالة على التكثير، فالماء في (ق) أكثر.

وقال في (ق) (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً)

3 - قال في النحل (هو الذي أنزل من السماء ماءً)

فوصف الماء في (ق) بأنه مبارك ولم يصفه بذلك في النحل، والمبارك هو الكثير الزائد، فإن البركة: هي النماء والزيادة.

فما في النحل يصدق على الإنزال القليل والكثير بخلاف ما في (ق).

4 - جعل الماء في النحل للشراب والشجر والزرع، في حين خصه في (ق) بالإنبات، فجعل الماء الكثير للزرع خاصة، وهذا يقتضي زيادة المنتوجات الزراعية في (ق) على ما في النحل، من هذه المتوجات النخل.

وهذا نظير ماذكرناه في (النحل) و (عبس).

في حين جعل الماء الكثير في (ق) لما يأكله الإنسان، فقال ((رزقاً للعباد)) 5 - لقد قسم الماء في النحل على ثلاثة أشياء: الشراب ولما يأكله الإنسان، ولما يأكله الحيوان، فقال ((لكم منه شراب ومنه شجر فيه تسيمون)) أي: ترعون ماشيتكم، وقال ((ينبت لكم به الزرع)) وهو عام يأكله الإنسان والحيوان.

وهذا يقتضي زيادة المنتوجات من هذا النوع من الزرع، فكان ما في (ق) أكثر.

فلما ضاعف في التنزيل وأسنده إلى نفسه، وبارك في الماء وخصه بإنبات ما يأكله الإنسان، زاد في الإنتاج في (ق) فقال ((والنخل باسقات)) بصيغة اسم الجنس الجمعي.

ولما لم يقل ذلك في (النحل)، قال ((والنخيل والأعناب)) فذكر النخل في مواطن التكثير.

فدل ذلك على أن (النخل) أعم وأشمل من (النخيل).

ثم انظر كيف أنه لما كان المقام في سورة (ق) مقام ذكر الزينة والجمال، فقال ((أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج) والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج)) فذكر زينة السماء، وبهجة الزرع في الأرض وذكر جمال النخل فقال ((والنخل باسقات)) وهو صورة جميلة من صور النخل، ثم وصف ثمرها بقوله ((لها طلع نضيد)) وهي صورة جمالية أخرى، فناسب بين الصورة والمقام.

ولا نريد أن نطيل في هذا الأمر، وإلا فالكلام فيه يطول. (انتهى كلامه حفظه الله)

ملتقي أهل الحديث

وإن شاء الله أبحث عن جواب الجزء الأول

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:00 م]ـ

أظن أن كلمة عنب واعناب تدلان على الكثرة والقلة. فحينما تأتي بالمفرد دلّ ذلك على القلة. وإذا ذكرت أعناب فإنها تدل على الكثرة. تماماً مثل نخل ونخيل.

انظر الى الأية التالية في قوله تعالى:

وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32)

يلاحظ من خلال هذا النص القرآني أن البستانين مزروعين بالأعناب الكثيرة والنخل الكثير وأما الزرع فهو زراعة جانبية جاءت لاستغلال ما بقي من فضل الأرض. ولذلك استخدم في هذا النص كلمة أعناب لتدل على الكثرة. وجاءت كلمة زرع بالافراد لأنها زراعة عارضة وليست رئيسة في البستان.

وأظن أن المثال الثاني الذي جاء به العنب مفرداً لا يخرج عن هذا المعنى. والله أعلم.

ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:43 م]ـ

جزاي الله الجميع خيرا واسأل الله أن ينفعنا جميعا بهذا الكلام الطيب.

ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:46 م]ـ

قد يكون المقصود بالعنب هو الثمر الذي يؤكل وهو فاكهة والسياق في سورة عبس على الطعام فقال تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)) طعام وليس جنات.

ذكر ما يؤكل من الحب والعنب والقضب (فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا).

أما الأعناب فقد يكون المقصود منها الشجر نفسه لأنه يرد في سياق ذكر شجر الجنات وليس في سياق الأكل، والقرآن لم يذكر الكرمة وهي شجرة العنب لأنه ليس فيها فائدة سوى الثمر بينما يذكر النخيل ويراد به الثمر والشجر وكل ما ينتفع به فالنخلة مفيدة كلها، هذا والله أعلم.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:39 م]ـ

قد يكون المقصود بالعنب هو الثمر الذي يؤكل وهو فاكهة والسياق في سورة عبس على الطعام فقال تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24)) طعام وليس جنات.

ذكر ما يؤكل من الحب والعنب والقضب (فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا).

أما الأعناب فقد يكون المقصود منها الشجر نفسه لأنه يرد في سياق ذكر شجر الجنات وليس في سياق الأكل، والقرآن لم يذكر الكرمة وهي شجرة العنب لأنه ليس فيها فائدة سوى الثمر بينما يذكر النخيل ويراد به الثمر والشجر وكل ما ينتفع به فالنخلة مفيدة كلها، هذا والله أعلم.

التفاتة جيدة أختي د سمر لو استمر السياق على ذكر أنواع الطعام. ولكن ذكر النخل في نفس الآية لا يدل على الأكل ولو دل كما تفضلت لقال تمراً أو رطباً فالنخل يقابل العنب سواء كان ثمراً أو شجراً. والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير