وفي الكشاف: هم بالأمر إذا قصده وعزم عليه، ومنه قولك: لا أفعل ذلك ولا كيدا ولا هما، أي: ولا أكاد أن أفعله كيدا ولا أهم بفعله هما ([9] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn9)).
قال صاحب اللسان: تقول أهمني هذا الأمر، والهمة: ما هم به من أمر ليفعله ([10] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn10)).
فالهم بالشيء: قصده والعزم عليه، ومنه الهمام: وهو الذي إذا هم بالشيء أمضاه ([11] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn11)).
قال الفيروزبادي رحمه الله: (الهمة: فعلة من الهم، وهو مبدأ الإرادة،ولكن حصولها بنهاية الإرادة. والهم مبدؤها، والهمة نهايتها ([12] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn12)).
وفي فتح القدير (هم بالأمر: إذا قصده وعزم عليه) ([13] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn13)).
وأشار الآلوسي رحمه الله إلى أن الهم قد يستعمل بمعنى القصد والإرادة مطلقا، أو بمعنى القصد الجازم والعقد الثابت ([14] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn14)).
وذكر القاسمي رحمه الله: أن الهم يكون بمعنى القصد والإرادة، ويكون فوق الإرادة ودون العزم إذا أريد به اجتماع النفس على الأمر والإزماع عليه، ويكون بمعنى العزم وهو القصد إلى إمضائه فهو أول العزيمة ([15] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn15)).
مما سبق يتضح أن الهم نوعان، وهذا ما نص عليه شيخ الإسلام رحمه الله حيث قال: (الهم: اسم جنس تحته نوعان ... هم خطرات، وهم إصرار) ([16] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn16)).
هذا معنى الهم، أما المراد به في الآية الكريمة فهو ما سنعرفه في المبحثين التاليين.
المبحث الثاني
المراد بقوله چ ? ? ?چ
المراد بالهم هنا هم امرأة العزيز بمواقعة الفاحشة مع يوسف عليه السلام، وهذا أمر واضح بدلالة النصوص، وانتفاء المعارض الصارف للمعنى الظاهر. وشهد لذلك أدلة كثيرة منها:
قوله تعالى چ ? ? ? ? ? پ پ پ پ ? ? ?? ? ? ?? ? ? ? ?ٹ ٹ ٹ ٹ ? چ ([17] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn17)).
ففي هذه الآية الكريمة بيان أن سيدة البيت طلبت من أجيرها الطاهر يوسف أن يواقع الفاحشة معها، وغلقت الأبواب لتستتر عن أعين البشر، فراودته وطلبت منه ما يكون من الرجال مع النساء، وقالت له: هيت لك، تعال وأقبل فقد تهيأت لك، فامتنع عما دعي إليه مستعيذا بالله راغبا في حسن المثوى والفوز بما عنده. وفي قوله چ ٹ ٹ ? چما يدل على أن ما تدعوه إليه ظلم ([18] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn18)).
ومن ذلك قوله تعالى چ ? ? ? ? ? ژ ژ ڑڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ? ? ? ? ? چ ([19] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn19)).
هذه الآية جاءت بعد آية چ ? ? ?? ? چ وفيها بيان أن يوسف عليه السلام فر هاربا فذهب يسابق سيدته نحو الباب، هو هارب منها وهي طالبة له، هو هارب لطلب الطهارة والنزاهة، وهاربة هي لطلب الدنس والفحش، هرب منها فأمسكت به من الخلف حتى انقد قميصه، وحضر السيد قرب الباب وشاهد الموقف، فتغيرت بمشاهدته الأمور فانقلب العفيف متهما، والمراود حاكما، والسيد مصغيا ومنفذا ([20] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn20)).
هكذا تبين هذه الآية فلقد كانت تلك السيدة راغبة وحريصة على بقائه معها لعلها تحصل على مرادها، فلما رأت زوجها عند الباب، وخافت الفضيحة عكست القضية، وادعت مراودة يوسف لها.
ويدل على ذلك قوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? چ ([21] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn21)).
¥