ففي تمزق قميص نبي الله يوسف عليه السلام من الدبر ما يدل على أن امرأة العزيز عازمة على الإمساك به وعدم تمكينه من الهروب، لعلها تحصل منه على تحقيق ما همت به ([22] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn22)).
ويدل عليه أيضا قوله تعالى عنها چ ? ? ? ? ?? ? چ چ چ چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ ([23] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn23)).
في هذه الآية الكريمة تصريح من امراة العزيز عما همت به.
فقد وضحت بجلاء، وصدعت بالحقيقة أمام الملأ، بعد أن هيأت من الأدلة ما يبرر فعلتها.
وهاهي توبخ اللائمات لها من النساء كيف يلمنها على ما حصل منها، كيف يلمنها على مراودتها لهذا الشاب الحسن الجميل،كيف يلمنها ولا يلمن أنفسهن، لقد وجدت لها عذرا عند الناس فصدعت بقول الحق، وبينت براءة يوسف، واعترفت بعملها ومراودتها، وبينت نزاهة يوسف، وطهارته، وبعده عن مواطن الريب. شهدت على نفسها وكفى بها شهادة چ ? چ چ چ چ? چ ([24] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn24)).
ومن الأدلة قوله تعالى چ ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ ([25] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn25)).
هذا اعتراف جماعي ببراءة يوسف عليه السلام وبعده عن مواقعة السوء، اعتراف من النسوة أولاً، ثم من صاحبة الشأن ثانيا، لقد اعترفت تلك السيدة بفعلتها هنا بكل وضوح وصراحة كما اعترفت فيما سبق بذلك،لقد اعترفت بفعلتها وأثبتت نزاهة يوسف عليه السلام وبراءته ([26] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn26)).
ففي هذه الآيات دلالة واضحة على أن امرأة العزيز همت بفعل الفاحشة مع يوسف عليه السلام، وحرصت على الظفر بمرادها وهيأت الأسباب، ولم يمنعها من ذلك إلا حفظ الله لنبيه يوسف عليه السلام وتمنعه وهروبه.
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله: تأكيد همها بقد ولا القسم يفيد أنها عزمت عزما محققا ([27] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn27)).
ومما يدل أيضا على أن هم امرأة العزيز كان هم عزم وإرادة أنه لا يوجد ما يصرف الهم الصادر منها لغير ذلك، فيوسف عليه السلام أعطي من الحسن ما يبهر العقول، وكان شابا عزبا أسيرا في بلاد العدو، حيث لم يكن هناك أقارب، أو أصدقاء فيستحي منهم إذا فعل الفاحشة، فإن كثيرا من الناس يمنعه من مواقعة القبائح حياؤه ممن يعرف، فإذا تغرب فعل ما يشتهيه، وكان أيضا خاليا لا يخاف مخلوقا،وأجيرا عند المرأة، وهي امرأة منعمة لها سلطة ومكانة وليس لها دين يمنعها من ذلك، وزوجها في يدها قليل الغيرة، فما الذي يمنعها من تحقيق رغبتها و ولوعها بيوسف ([28] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn28)).
وذكر أهل التفسير رحمهم الله أن همها هم قصد واعتقاد.
ففي تأويل مشكل القرآن: أنها همت منه بالمعصية هم نية واعتقاد ([29] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn29)).
وذكر ابن الجوزي رحمه الله: أنها دعته إلى نفسها فترقت همتها إلى العزيمة فصارت مصرة على الزنا ([30] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn30)).
وقال القرطبي رحمه الله: لا خلاف أن همها كان المعصية ([31] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn31)).
وذكر البغوي ([32] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn32))، وأبو السعود ([33] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn33)) ، والنسفي ([34] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn34)) والشنقيطي ([35] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn35)) رحمهم الله أن همها هم عزم.
مما سبق يتضح أن هم امرأة العزيز هو الهم بفعل الفاحشة.
المبحث الثالث
بيان المراد بقوله چ ? ? چ
¥