وهذا قول ضعيف كما ذكر ذلك ابن الجوزي رحمه الله حيث قال: (وهو قول مرذول، أفتراه أراد الفرار منها فلما رأى البرهان أقام عندها) ([46] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn46)).
ثم هو عليه السلام لم يهم بالفرار بل فر حقيقة، وكذلك الهم بالفرار من المعاصي مما يمدح عليه، والآية تشير إلى أن يوسف عليه السلام هم بأمر لا يمدح عليه، وأن الله أراه البرهان الذي بسببه عصم عن ذلك الهم، وأن الذي عصم عنه سوء وفحشاء، وليس الفرار من المعاصي حقيقة داخلا في السوء والفحشاء فكيف يدخل الهم بالفرار في ذلك.
القول الخامس: أنه عليه السلام قارب الهم ولم يهم.
ومثلوا لذلك بقول العرب: قتلته لو لم أخف الله، أي: قاربت أن أقتله ([47] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn47)).
وهذا القول مردود فالآية صرحت بصدور الهم من يوسف، وصرف اللفظ عن الظاهر يحتاج لدليل ولا دليل. ولذا لما أورد الشنقيطي رحمه الله هذا القول ذكر أنه غير ظاهر بل هو بعيد من الظاهر ولا دليل عليه ([48] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn48)).
القول السادس: همه عليه السلام كهمها وهو الهم بالمعصية ([49] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn49)).
ومن أدلة هذا القول ما يلي:
1 - قوله تعالى چ ? ? ?? ? ? چقالوا: الله قد ذكر أن الهم صدر من امرأة العزيز ومن نبيه يوسف عليه السلام، وقد قامت القرائن، والأدلة على أن هم امرأة العزيز كان الفاحشة، وهم يوسف مشاكل له فهو مثله ومن جنسه.
قال ابن الجوزي رحمه الله: (لا يجوز في اللغة هممت بفلان، وهم بي وأنت تريد اختلاف الهمين) ([50] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn50)).
2 - أن هذا القول قال به طائفة من السلف.
وقد ساق ابن جرير رحمه الله ([51] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn51)) روايات كثيرة عن السلف في بيان هم يوسف عليه السلام. وهي روايات غريبة،ولولا أن المجال مجال بحث نحرص على جمع أطراف الموضوع لكي تتجلى الحقيقة، ولنا من العلماء الكبار والفضلاء الأخيار سلف حيث ذكروها، لولا ذلك لأعرضت عنها جملة وتفصيلا، ولكن سأذكر بعضا منها على استحياء وأعرض عن روايات كثيرة تؤدي نفس المعنى إلا أن فيها من العبارات، والتفاصيل ما يؤذي الأذن، ويكدر الفؤاد، خاصة وأنها تتعلق بنبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام. فحسبنا الله ونعم الوكيل.ومن تلك الروايات ما يلي:
أن ابن عباس رضي الله عنهما سئل عن هم يوسف ما بلغ؟ قال:استلقت له وجلس بين رجليها وحل ثيابه أو ثيابها ([52] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn52)) .
وعن مجاهد رحمه الله ([53] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn53)) قال: حل السراويل حتى التبان، واستلقت له ([54] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn54)).
وقال ابن الجوزي رحمه الله: كان همه من جنس همها فلولا أن الله تعالى عصمه لفعل،وإلى هذا المعنى ذهب الحسن ([55] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn55)) وسعيد بن جبير ([56] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn56)) والضحاك ([57] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn57)) رحمهم الله. وهو قول عامة المفسرين المتقدمين، واختاره من المتاخرين جماعة منهم ابن جرير رحمه الله ([58] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn58)) ، واحتج من نصر هذا القول بأنه مذهب الأكثرين من السلف والعلماء الأكابر ([59] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn59)).
وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله: أن أقوال الناس، وعباراتهم في هذا المقام مختلفة، وأحال على ما ذكره الطبري من روايات عن السلف ([60] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=131182#_ftn60)).
¥