تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الإمام أحمد: .. عن سعيد بن جُبَيْر، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوله تعالى: {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأرْضِ} قال: غُلبت وغَلَبت. قال: كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم؛ لأنهم أصحاب أوثان، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس؛ لأنهم أهل كتاب، فذُكر ذلك لأبي بكر،، فذكره أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنهم سيغلبون" فذكره أبو بكر لهم، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلا فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا. فجعل أجلا خمس سنين، فلم يظهروا، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ألا جعلتها إلى دُون" أراه قال: "العشر". "قال سعيد بن جبير: البضع ما دون العشر. ثم ظهرت الروم بعد، قال: فذلك قوله: {الم. غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الأرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.

هكذا رواه الترمذي والنسائي جميعا، وقال الترمذي: حسن غريب، إنما نعرفه من حديث سفيان، عن حبيب. أ. هـ ابن كثير بتصرف يسير.

ومن هنا كان التنويه بعدم نسيان سياق الآي وجو النزول.

ولوعدنا الى الآية رقم 9 وبدأنا من اولها "اولم يسيروا في الارض " المخاطب هنا اكثر الناس وهم الناس في كل زمان

ومن هنا نستنتج ان الناس في هذا العصر من المخاطبين في هذه الاية وان الامم السابقة بلغت من القوة اكثر مما وصلنا اليه الان وعمروا الارض اكثر منا الان وذلك حسب قوله "كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" ونلاحظ ايضا ان كلمة قوة جاءت نكرة لتشمل جميع القوى من قوة مادية وقوة تكنولوجية وقوة عسكرية من طائرات واسلحة وجميع اصناف القوة المتوفرة الان

أما عن كون الأمم السابقة قد وصلت إلى أكثر مما وصلنا إليه الآن فهذا ما لم نتفق فيه مع حضرتكم خاصة في النواحي التقنية وأسلحة الدمار والطب والهندسة والزراعة والتجارة , ....... ، وهذا ـ أيضا ـ ما لم يؤيده نص استشهادكم، إذ القوة نسبية كنسبية تفضيل بني إسرائيل على عالمي زمانهم {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47البقرة) أما بعد بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم فلا أفضلية لهم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ... (143) {البقرة}

وأرجع إلى عنوانكم " هل هذه الآيات تدل على تقدم الأمم السابقة في العلم أكثر منا اليوم؟

الجواب: تدل على تقدمهم المتوافق مع زمانهم وممتلكات حضارتهم في هذا الزمان.

أما الآن فقد علم الله الإنسان ما لم يخطر على بال أحد من السابقين فمثلا قوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8) {النحل} فالخيل والبغال والحمير معروفة وقت نزول القرآن أما السيارة والطائرة ومركبات الفضاء وأتوبيسات الفضاء كل ذلك يدخل تحت " ويخلق ما لا تعلمون " وهذا ما ينسبك مع قوله تعالى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)} {العلق}

والله الموفق والمستعان

ـ[بدر عرابي]ــــــــ[12 Dec 2010, 04:17 ص]ـ

تقدم الإنسان في عصرنا تقدما مذهلا في مجالات شتى، منها الطب مثلا، ولكن مع تقدم الطب وعلومه لم يستطع الباحثون إلى الآن حل لغز قديم جدا هو التحنيط، فكيف لجثث تبقى كل هذه الفترة من الزمن على تلك الحالة الجيدة؟؟

ورغم هذا التقدم فلم يدرك الباحثون طريقة أخرى لحفظ الأجساد لفترة زمنية تشبه أو تقارب المدة الناتجة عن التحنيط.

ربما هذا يقودنا إلى أن الأمر مرتبط بالأخذ بأسباب القوة، ففعلا كما أشار بعض الأكارم أن القوة هنا تعني تقدمهم على من عاصرهم، ولكني أزيد عليهم أن التقدم أيضا قد يصل إلى أنهم يتعدون من بعدهم من الأمم في بعض الأمور وليس بالضرورة كلها، فلا زالت إلى اليوم تتوالى العجائب التي يكتشفها الغرب في كتابات علماء المسلمين أمثال البتاني ومحيي الدين بن الريس وابن الهيثم والخوارزمي و غيرهم الكثير.

البحث العلمي يقود إلى الكثير والكثير، ومنا من يصل للنتيجة بعد عام ومنا من يصل بعد أعوام ومنا من لا يصل، وتظل تلك النتيجة أثرا علميا محيرا وتدور حوله الأساطير.

ربما لم يصلوا للقمر، ولكنهم بنوا الأهرامات ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير