] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء: 59.
دون لازمها وشرطها قوله عز وجل:
] فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59.
ثم السياق الذي جاءت فيه هذه الآية فقبلها قوله عز وجل:
] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء: 58.
وبعد الآية يأتي قوله عز وجل:
] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء: 60.
لا غرو أن الأمر بيّن لا يحتاج إلى وضوح أكثر فكيف جنح العلماء إلى تبكيت الأصوات وتكبيل الأيدي وتكفير كل خارج؟ وبالتالي الركون والسكون إلى الظالمين بل ومنهم من يتواطأ معهم على قاعدة " تصيب منا ونصيب منك ".
* مع عهود السنن الإلهية:
أ- عهد الله لإبراهيم u :
((( قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ))) البقرة: 124.
ب- آية الطاعة موجهة للمؤمنين:
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا [النساء: 59.
ج- الكفار خارجون عن الإيمان فلا تجب لهم طاعة.
] وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ [البقرة: 120.
د- لفظ الملة والدين في كتاب الله لا يعني بالضرورة الإسلام والكفر, بل قد يعني النظام القائم:
] مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [يوسف: 76.
هـ- لا غرو أن الفاجر والفاسق والظالم ليسوا بمؤمنين كاملي الإيمان وجزاؤهم عند الله الخزي في الدنيا, وأشد العذاب يتربصهم في الآخرة لقوله تعالى:] أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 85.
إنه عهد خطير, والذين ارتضوا هذا الإمام على فسقه وفجوره وظلمه سيعيشون أذلة مخزيين كما هو حال الأمة الإسلامية في هذا الزمان, هذا في الدنيا أما في الآخرة يوم تنادى كل أمة بإمامها23 ( http://tafsir.net/vb/#_edn22), ما من شك أنه سيكون إماما لكل من سانده.
و- إنه الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض والمؤمنون مطالبون بالإيمان بالكتاب كله، إذن فلا بد من انفصام وانفصال عن أصحاب النار بالكينونة مع المتقين الصادقين المؤمنين بالكتاب كله، وما كان الله ليخلف وعده.
ز- استخفاف فرعون بقومه, وخنوعهم له؛ جعلهم فاسقين:
] فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ [الزخرف: 54.
ح- هل يجوز الخروج على الفاسقين الظالمين؟
إن عدم الخروج عليهم يجعلك منهم ويصيبك الله بذنوبهم إلا على المستضعفين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا, وعلى هؤلاء بغض الحكام الظالمين وكراهيتهم والفرار منهم إن استطاعوا.
كثيرة هي الأساليب العصرية الحضارية التي تمكن من التعبير عن الرأي الحر، ودعوة المخالف للتحاور وتقارب وجهات النظر, فليس الاستبداد بالرأي وفرض وجهة النظر الشخصية من الإسلام في شيء, والمسلم مطالب بابتكار أساليب التبليغ والتوعية للدعوة إلى الاستقامة على شرع الله, كما هو مطالب بابتكار أساليب احتجاجه والتعبير عن رأيه دون أن يقودنا ذلك إلى تعصب للرأي والخروج عن الشرع, إذ الهدف الأول والآخر هو ابتغاء وجه ربه الأعلى.
فالمسلم لا تأخذه في الله لومة لائم فهو قائم لله على بينة من أمره:
(((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ))) هود: 113.
¥