تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جعل الله لكل شيء أجلا، ويختلف الأجل باختلاف السنن، فمنها:

أ- ما يدوم بدوام الدنيا:

(((وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ))) الرعد: 2.

ب- ما يعبر عنه بالعمر:

(((وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ))) الأعراف: 34.

ج- ما يعتبر فيه بضع سنين:

(((فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً))) القصص: 29.

وهذا الضابط أكثر ارتباطا بالسنن الإلهية من حيث الآجال.

د- ما يعبر بالشهور:

(((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً))) الحج: 5

6 - الواقعية:

تأتي السنن الإلهية القرآنية لا لتحلق في مجال الخيال الواسع، وإنما لتفسر أحداث الواقع أفضل تفسير وأبينه. نزل القرآن منجما حسب ما اقتضته الضرورة الظرفية، وما جاء بحل لظرف معين، وإنما جاء يسنن قوانين خضعت لها كل ظروف الزمان والمكان.

وإذا ما أخذنا سنة من السنن وعرضناها على الأحداث المعاصرة مثلا تبين بما لا مجال للشك فيه بأن الغرب بفلسفاته الاجتماعية والعلوم الإنسانية ما استطاع فك لغز ترابط الأحداث، وعوامل الصراع السياسي، وذلك لإعراضهم عن سنن الله القرآنية.

وللمس واقعية القرآن نفحص مجال رد الله جل جلاله لدعاء أنبيائه:

لماذا رد الله دعاء الأنبياء عليهم السلام؟

لما كان الكلام منصبا على عدالة الله في سننه القرآنية وواقعيتها؛ تطل أسئلة برأسها من شرفة هذا البنيان المتراص: لماذا رد الله دعاء الأنبياء عليهم السلام وهم أطهر الخلق وأزكاهم عند الله؟

أ- مع دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام:

طلب سيدنا إبراهيم عليه السلام الله جل جلاله أن يخص الذي آمنوا من أهل مكة بالرزق، فأبى جل جلاله أن يكون في نظامه حيف, حيث سيكون أجبر الناس على الإيمان من أجل الرزق. ومن شأن إجابة الدعاء عدم الإخلال بقوانين الكون, وكلمات الله لا يجاوزهن بر ولا فاجر ولا تبديل لها إنها عهود الله والله لا يخلف وعده:

(((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))) البقرة: 126.

أبى الجليل جل جلاله أن يكون حيف في قانونه يخلف به وعده، فقال عز من قائل (((قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))) البقرة: 126. وخص الله مكة بأن تجبي إليها ثمرات كل شيء وبقي الأمر إلى أن جاء المصطفى صلى الله عليه وسلم وأتم الله دعوة نبيه إبراهيم, و حرم دخولها على الكافر، و لم تبدل كلمات الله ولم يحدث في سننه تغييرا, بل اختصت مكة بفضل الله والله يختص برحمته من يشاء وما يشاء.

ب - مع سيدنا موسى عليه السلام:

ويخاطب الجليل سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام:

(((وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنْ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِي وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِي قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ))) الشعراء: 10 - 17.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير