تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رفض أيضا طلب سيدنا موسى عليه السلام, لكونه أيضا مخالفا لعهد الله: إذ أوحى الله جل جلاله إلى أم موسى: (((أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ))) القصص: 7.

ج - مع سيدنا محمد صل1:

ويشفق سيدنا محمد صل1, على عمه, ويدعوه بالإلحاح للنطق بكلمة التوحيد, ويجهد الرسول r في هداية عمه ويموت عمه على الكفر ويأتي التوجيه الرباني.

(((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ))) - القصص: 56

إنها رغبة عارمة وعازمة من حبيب الله r لهداية عمه (انظر القصة برمتها في سيرة ابن هشام , 2/ 26 وما بعدها)؛.لكن سنن الله اقتضت أن لا يخلف الله وعده, وقد وعد جل وعلا:

(((فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ))) النحل: 37.

و لقد كان عمه من رؤساء قريش الضالين المضلين رغم ما خص النبي صلى الله عليه وسلم من عطف و حنان ورحمة كانت كلها بدافع القرابة والدم, لا بدافع الحب في الله والبغض فيه.

وغي مثال آخر عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

فيما يرؤيه ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:" … [وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوْ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا] " .. (صحيح مسلم بشرح النووي ج18/ 11 كناب الفتن و أشراط الساعة باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض)

- وعن بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ? أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ الْعَالِيَةِ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ وَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا فَقَال [: " سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ ِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا] " (- أخرجه مسلم كتاب الفتن و أشراط الساعة, باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض, حديث رقم: 2890.).

يتبين لنا من خلال هذين الحديثين أن الله جل وعلا لم يخلف وعده الذي ورد في قوله تعالى:

(((وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا))) النساء: 141

إلا إذا كان بعض المؤمنين يهلك بعضا وبعضهم يسبي بعضا فإن سنن الله لا تتخلف إذ وعد سبحانه وتعالى بأن ينتقم من المجرمين وأن يولي بعض الظالمين بعضا. إذ يقول سبحانه وتعالى:

(((إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُون))) السجدة: 22.

(((وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ))) الأنعام: 129.

(((وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُون))) القصص: 59.

فلا غرابة إن رد جل وعلا دعاء نبينا محمدصل1 أن لا يجعل بأس الأمة بينها لتعارض الدعاء مع السنن الإلهية في قوله تعالى:

(((وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا))) الفرقان: 20.

واستجاب الله جل وعلا دعاء النبي ? بأن لا يهلك الأمة بسنة عامة وبالغرق بأنه لا يمكن أن تجتمع الأمة عامة على ضلالة وإلا ضاع الدين، والدين باق إلى يوم القيامة لوعده عز وجل:

(((وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ))) الحج: 55.

أما الهلاك الجزئي فلا يمكن نفيه لوعده عز وجل:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير