ـ[محمد إسماعيل]ــــــــ[20 May 2005, 03:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد.
أولاً- سأحكي لك هذه الحكاية، أو سأخبرك عنها، أو سأنبئك بها، فهل تحب سماعها؟ أظن أن لديك الرغبة في السماع.
سألت ابن عباد عن قوله في رسائله الكبرى، الذي ذكرتموه في تعليقكم السابق، فقلت له: يا شيخنا الفاضل! إنك تقول: إنه ليس بصواب عندك أن يقول أحدنا: ((حكى الله عن فلان، وحكى عن فلان كذا))؛ لأن الحكاية تؤذن بتأخرها عن المَحكِيِّ .. وإنما الصواب أن يقال في مثل هذا: ((أخبر الله تعالى، أو أنبأ، أو كلام معناه هذا مما لا يفهم من مقتضاه تقدم ولا تأخر)) ..
ألا ترى يا شيخنا! أنه لا فرق بين قولنا: حكى الله، أو أخبر الله، أو أنبأ الله، من حيث الاستعمال اللغوي، ومن حيث أن كلاًّ من الإخبار عن الشيء، والإنباء عنه مؤذن بتأخرهما عن المخبَر، والمنبَأ؛ كإيذان الحكاية بتأخرها عن المحكي؟
ثم ألا ترى إلى قوله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أنبائها} (الأعراف:101) كيف أسند الفعل (نقصُّ) إلى ذاته المقدسة؟ فلماذا هذا يجوز في حقه سبحانه، وإذا قلنا نحن في حقه: (حكى الله تعالى كذا) و (قصَّ الله علينا كذا)، قلتم: لا يجوز، ولا يليق .. ؟ أم أن هناك فرق بين القولين، نحن لا نعلمه؟
فقال: هو كما تقول .. لا فرق بينهما في ذلك. فقلت له: ما معنى قولك هذا إذًا؟ فقال: لقد رأينا كثيرًا من العامة ينسبون إلى الله سبحانه صفات لا تليق بجلاله وكماله، فيسيئون إلى الخالق جل وعلا، فأردت بقولي هذا أن أنبه العقلاء على أخذ الحيطة والحذر في استعمالهم لهذه الصفات، ونسبتها إلى الله جل وعلا، وأن يتحروا الدقة في اختيارهم للألفاظ المعبرة عن تلك الصفات اختيارًا لا يدع مجالاً لأحد من العامة أن يفهمها كما يشاء، ثم ينسبها إلى الخالق جل وعلا ...
ثانيًا- ذكر ابن جني في الخاطريات في قوله تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} [طه:65]: ((أن العدول عن قوله: (وإما أن نلقي) - إلى قولهم: {وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} - لغرضين:
أحدهما لفظي: وهو المزاوجة لرؤوس الآي. والآخر معنوي: وهو أنه تعالى أراد أن يخبر عن قوة أنفس السحرة، واستطالتهم على موسى، فجاء عنهم بلفظ أتم وأوفى منه في إسنادهم الفعل إليه.
ثم أورد سؤالاً، وهو: إنا نعلم أن السحرة لم يكونوا أهل لسان، فنذهب بهم هذا المذهب من صنعة الكلام. وأجاب بأن جميع ما ورد في القرآن حكاية عن غير أهل اللسان من القرون الخالية؛ إنما هو مُعرِب عن معانيهم، وليس بحقيقة ألفاظهم .. )).
فما رأيك يا أخي أبا عبد الله؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 May 2005, 03:50 ص]ـ
هذا كلام جيد أخي أبا الهيثم وفقك الله. والأمر كما تفضلتم، والغرض الذي يتحراه الجميع هو التأدب مع الله سبحانه وتعالى، والعناية بانتقاء الألفاظ المعبرة التي لا تحتمل معاني موهمة ربما لا يجوز استعمالها في حقه سبحانه وتعالى.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 May 2005, 08:38 ص]ـ
قد عرضت الى هذه المسالة بشيء من الاختصار في بحث لي سينشر في جامعة مؤتة بالاردن حول موضوع الاتجاهات المنحرفة في التفسيرولعلي ان انسأ الله تعالى في الاجل ان اضعه في هذا الملتقى الطيب بعد نشره في المجلة
ودمتم بخير حال وإلى الله تعالى المآل