تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ليدبروا آياته]

ـ[ماجد العريفي]ــــــــ[13 Sep 2005, 11:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[ليدبروا آياته]

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله، الذي خصه بالقرآن المبين، والكتاب المستبين الذي هو أعظم المعجزات، و أكبر الآيات البينات، صلى الله على من أنزله عليه وعلى آله المختصين بالزلفى لديه.

وبعد:

أنزل الله تعالى كتابه هاديا لطريق السداد، وكافيا لمصالح العباد.

فهو نورٌ نهتدي به إذا أظلمت الأمور، وسورٌ نتحصن به عند نزول المحذور، وضياء تستمده البصائر فلا تزيغ عن الحق و لا تجور ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولو الألباب))

أنزل الله تعالى كتابه ليكون منهجاً للحياة، و مشعلا للحق، فبه تنجلي ظلم الشكوك، وينحسر لثام الشبهات.

أودع فيه نصوص الأحكام، وبيان الحلال و الحرام، و المواعظ النافعة و العبر الشافية، والحجج الدامغة البالغة.

فكلما ازداد العبد تأملاً فيه، ازداد علماً وعملاً و بصيرة.

قال تعالى ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكرا أولو الألباب))

أحبتي في الله ... لذلك أنزله الله و أوحاه.

فلا يكتفي المسلم بهذِّه دون وعي، أو حفظه دون فهم، بل لابد من تأمله و تدبره و التفكر فيه.

قال السعدي _ رحمه الله _ في تفسيره ((كتاب أنزلناه إليك مبارك)) أي، فيه خير كثير وعلم غزير.

((ليدبروا آياته)) أي هذه الحكمة من إنزاله، ليتدبر الناس آياته فستخرجوا علمها ويتأملوا أسرارها وحكمها.

فإنه بالتدبر فيه و التأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيه مرة بعد مرة تدرك بركته وخيره، وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال)) تفسير السعدي سورة ((ص 29))

قال عبد الله بن مسعود ((لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذّ الشعر، قفو عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة)) أخلاق حملة القرآن 10_11

و في مسند الإمام أحمد عن عائشة _ رضي الله عنها _ ((أنه ذكر لها أن ناسا يقرأون القرآن في الليلة مرة أو مرتين، فقالت: أولئك قرأوا ولم يقرأوا، كنت أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة التمام فكان يقرأ سورة البقرة، و آل عمران، والنساء، فلا يمر بآية فيها خوف إلا دعا الله و استعاذ و لا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه))

و في صحيح مسلم عن حذيفة قال ((صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت يركع عند المائة ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة، فمضى فقلت يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ)) صلاة المسافر رقم 772

وفي صحيح مسلم عن أبي وائل قال ((جاء رجل إلى عبدالله بن مسعود و فيه قال: إني لأقرأ المفصل في ركعة، فقال عبد الله: هذّاً كهذّا الشعر؟!!! إن أقواما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم))

أتى أحدهم إلى ابن عباس _ حبر هذه الأمة _ رضي الله عنه فقال ((إني سريع القرأة إني أقرأ القرآن في ثلاث))

فقال ابن عباس _ العالم الرباني رضي الله عنه _ مربياً هذا الرجل ((لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها و أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ)) ذكرته بتصرف من ابن القيم في مفتاح دار السعادة 1/ 554

أراد ابن عباس أن يبين له أن القرآن لم ينزل للقرأة فقط حتى يفتخر بسرعة قرائته

إنما أُنزل ليتدبره و يعمل بما فيه.

هذا قول ابن عباس

وأما فعله فأقرأوا أيها الناس

عن ابن مليكة قال ((صحبت ابن عباس _ يعني في السفر فإذا نزل قام شطر الليل و يرتل القرآن يقرأ حرفاً حرفا، ويكثر في ذلك من النشيج و النحيب)) ذكره محمد موسى نصر في كتاب فضائل القرآن من كتاب المرشد الوجيز لأبي أسامة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير