تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد]

ـ[فرغلي عرباوي]ــــــــ[16 Jun 2005, 04:36 م]ـ

[الوحي هو المصدر الوحيد للقراءات والتجويد]

سبق وقد تعرفنا في مبحث سابق معنى التجويد لغة وفي اصطلاح المجودين , وتتميما للفائدة لابد من تعريف المقصود بمصطلح (علم القراءات) , وقد فصَّلْتُ القول آنفا أن قراءة القرآن عبادة توقيفية , فإذا عُلِم ذلك وجب عليك أن تتيقن أن النبي e تلقى القراءات والتجويد عن الوحي , ويعتبر الوحي هو المصدر الوحيد في ثبوت أصول القراءات والتجويد , وما قواعد التجويد إلا جزء من علم القراءات , وقد تقدم تصنيف كتب القراءات على كتب التجويد , إذن يؤخذ من ذلك أن علم قواعد التجويد من الناحية العملية والأدائية يسمى بعلم الرواية لأنه جزء لا يجزأ من علم القراءات. والأصل فيها أن رب العزة أنزله مجودا , وقد سطر الحافظ ابن الجزري ذلك بيمينه فقال:

والأخذ بالتجويد حتم لازم ** من لم يصحح القران آثم

لأنه به الإله أنزلا ** وهكذا منه إلينا وصلا

والشاهد من كلامه رحمه الله " لأنه به الإله أنزلا ".

" والقراءات جمع قراءة؛ من قرأ , وجرى إطلاق السلف لفظة (قراءة) للتعبير عن صنيع القرَّاء في أداء نص القرآن المجيد.

وقرأه يقرؤه قِرءاُ وقرآنا , والقراءة في اللغة الجمع , وكل شئ جمعته فقد قرأته – وسمى القرآن قرآنا لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد " وقد وجد الاصطلاح سبيله إلى هذا المعنى , والقراءات في اصطلاح القراء حدد معالمها الحافظ ابن الجزري في كتابه منجد المقرئين بقوله: " القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة. خرج النحو واللغة والتفسير ... والمقرئ العالم بها رواها مشافهة , فلو حفظ التيسير مثلا ليس له أن يقرئ بما فيه إن لم يشافهه من شوَّفه به مسلسلا لأن في القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة " وعرفها الزرقاني بقوله في مناهل العرفان: " ... وفي الاصطلاح مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفا به غيره في النطق بالقرآن الكريم , مع اتفاق الروايات والطرق عنه , سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها ... " وعرَّف هذا المصطلح الرزكشي بقوله: " والقراءات: هي اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في الحروف وكيفيتها من تخفيف وتشديد , وغيرها " وعرفها شيخ شيوخنا أحمد البنا في الإتحاف بقوله: " علم بكيفية أداء الكلمات القرآن واختلافها , معزوا إلى ناقله " وقد نصَّ ابن الطحان الأندلسي الإشبيلي (ت 561 هـ) أن الأصول الدائرة في القراءة على اختلاف القراءات عشرون أصلا يحققها الإقراء ويحكمها الأداء وهي: " البسملة , والتسمية , والمد , واللين , والمط , والقصر , والاعتبار , والتمكين , والإشباع , والإدغام , والإظهار , والبيان , والإخفاء , والقلب , والتسهيل , والتخفيف , والتثقيل , والتتميم , والتشديد , والنقل , والتحقيق , والفتح , والفَغْرُ , والإرسال , والإمالة , والبطح , والإضجاع , والتغليظ , والتفخيم والترقيق , والروم , والإشمام , والاختلاس " والمتأمل في كلام ابن الطحان يجد أصول أبحاث علم التجويد داخلة في أصول علم القراءات مثل: المد , واللين , والإخفاء , والقلب , والإظهار والإدغام., والتفخيم والترقيق .... وإلخ.

وبعد التعريف بمصطلح القراءات والأصول الدائرة عليها نرجع إلى موضوع التجويد والقراءات بقواعدهما الكلية والجزئية تعلمها النبي e من الوحي.

وينبغي أن ننبِّه هنا على أن أي جهد نبذله في خدمة القراءات وقواعد التجويد هو في الحقيقة؛ جهد في خدمة الوحي الأمين الذي جاءت عبره القراءات المتواترة والتجويد جزء من علم القراءات ,؛ ذلك أن القراءات القرآنية المتواترة جميعا , قرأ بها النبي e اُصولا وفرشا , وقد تلقاها عنه e خيار أصحابه من بعده وأقرؤوا بها الناس , وبذلك فإن سائر القراءات المتواترة توقيفية , والتجويد جزء من علم القراءات فهو أيضا توقيفي , لا مجال فيه لأدنى اجتهاد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير